أسئلة كثيرة!
تكتشف ان الهدنة ليست وقف اطلاق النار، وأن وقف اطلاق النار يختلف عن وقف الاعمال العدائية، وهو ما اتفق عليه الاميركيون والروس في ميونخ.
– لم يحدد احد معنى وقف الاعمال العدائية!.
– ولم يحدد الطرفان العظيمان موعد وقف هذه الأعمال!.
– ولم يحدد احد من يراقب هذا الوقف!! ومن يقول ان منظمة كذا او جيش كذا، او مليشيا كذا قارفت هذا الخرق.
– ثم لم يجد احد ان من المفروض اعادة هؤلاء المكومين على حدود سوريا مع تركيا، او رفع الحصارات الاجرامية على اكثر من نصف مليون جائع في مدن وقرى سورية.
.. هناك اتفاق اشبه «باللمبو» لشيء يتحرك لكن العين لا تحدد ماهيته او شكله او لونه! واذا كان الروس والاميركيون يحتاجون الى فرق عمل، خلال اسبوع، لتحديد شكل هذا الحل السحري، فالمطلوب هو تحديد المكان بين المعارضة والنظام، بين الناس القادمين من جهات الأرض الأربع، والسوريين المعنيين بحياة وموت شعبهم، وكيف سيطبق وقف الاعمال العدائية على خطوط قتال داعش والنصرة؟!.
في عملية تفسير معميات الاتفاق الاميركي – الروسي يقف بشار الأسد – هل يتذكر احد في ميونخ؟–ليعلن انه لن يوقف اطلاق النار قبل استرداد الوطن السليب.. سوريا!! وتحرير الأرض او استردادها شعار نعرفه حين كان المطروح فلسطين، وكان «قلب العروبة النابض» يمارس «المقاومة والممانعة» في مواجهة اميركا واسرائيل، وعلى الناس والنظام والمعارضة اعتبار المعنى الحقيقي لاسترداد الارض او تحريرها، فحين استرد الأسد الاب القنيطرة بعد مفاوضات لم يجد فيها بيتاً قابلاً للسكن فبنى قنيطرة جديدة، وجعل الاعلام السوري من المدينة المدمرة صورة «للصمود البطولي» قبل ان يكتشف الناس انها سلمت دون قتال، وانها استردت بالتفاوض الموازي لتفاوض 101 الذي جرى في سيناء، وان الدمار صنعه اليهود قبل انسحابهم!!.
لا يمكن للأسد تحرير سوريا واستعادة الارض لأن الامر لم يعد بيده، ولم يعد بيد اصدقائه الايرانيين وحليفه حزب الله، وانما بيد الاميركيين والروس، ولعل مأساته ليست بعيدة عن مأساة اردوغان وأحلامه السلطانية، فالمسيطر على المشهد السياسي في سوريا لم يعد بيد النظام والمعارضة أو بيد ايران وتركيا، وإنما بيد الاميركيين والروس.. وليس غيرهم!!.