0020
0020
previous arrow
next arrow

حتى لا تتحول الشكوى الى البكاء على الحائط

علينا ان لا نقلل من حجم المنح التي قدمها مؤتمر لندن للاردن:
– فهناك منح نقدية مثبتة قيمتها 1ر2 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
– وهناك مساعدات بقيمة مليار دولار لتمويل دراسة 90 الف طالب سوري من خلال انشاء مدارس وغرف صفية ومدرسين واداريين.
– وهناك تمويل لسد الفجوة في الموازنة العامة بقروض ميسرة طويلة الامد قيمتها 9ر1 مليار دولار.
– ولعل الاهم في كل ذلك هو استثناء الصادرات الاردنية الى اوروبا من شروط قواعد المنشأ.. وهو الترتيب الذي قدمته الولايات المتحدة للاردن فارتفعت صادراتنا الى ملياري دولار.. وكانت اقل من 200 الف.
هذا جهد جلالة الملك الدبلوماسي الرفيع, لكننا امام «مشروع مارشال» الذي انتشل اوروبا من رماد حرائق الحرب العالمية الى ما هي عليه. ومن يقرأ تفاصيل هذا المشروع, يجد أن حجم الدعم للاردن يزيد عن تمويلات مشروع مارشل لاوروبا.. آخذين بنسبة حجم المشتمل الاوروبي, وحجم دمار الحرب هناك, وبحجم اللجوء السوري في الاردن, وتأثيراته واغلاق الحدود الشمالية والشرقية على اقتصاده. فقد كان جزءاً رئيسياً من المال الاميركي موازياً لما تقدمه كل دولة اوروبية في انتشال الصناعة أو اعمار المدن. وبعض هذا المال كان قروضاً سهلة, وبعضه استثمار اميركي مباشر في اوروبا.
لا يمكن أن يكون المال الدولي هدايا كهدايا عيد الميلاد. وحتى حين تكرّم اخواننا بمنحة مجلس التعاون الخليجي. فقد قدمنا لهم مشروعاتنا فوافقوا عليها وراقبوا انفاقها.. وقد اخلفت احدى دوله فلم تدفع حصتها الامر الذي حجب 25% من هذه المنحة.. لكننا استوعبنا هذه المنحة كأفضل ما يكون استيعاب المال في التنمية. ولم يعرقل عدم دفع دولة قطر حصتها مسيرنا.. وقلنا شكراً لمن دفع.
هناك تفصيلات في مؤتمر لندن, وخاصة الطرق التي يستطيع منها العالم ايصال الاغاثة الى الداخل السوري. فهناك عداء من النظام واحلافه لكل معونة لملايين السوريين الذين يعانون من الحصار والتجويع. وهناك مئات المدارس والمستشفيات مدمرة وما هذه الملايين التي تملأ سهول حلب في اتجاه الحدود التركية المغلقة, أو الحدود العراقية والاردنية واللبنانية سوى أناس يهربون بحياتهم وبجوعهم وبرعبهم من قصف المواقع والدبابات والطائرات. فهناك آلاف من غير السوريين يقاتلون السوريين ويطردونهم من وطنهم وهؤلاء يجب تثبيتهم بوطنهم.. وهؤلاء لهم الحصة الاكبر في اغاثة السوريين.
نضغط على دول اوروبا واميركا ولكن علينا أن لا نصدق أنها هي المسؤولة عن الكارثة, فالذين يقتلون بعضهم بعضاً هم سوريون وعراقيون وليبيون ويمنيون.