0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ليس بمزيد من العبث

قد تبدو حالات الشغب في الشارع التونسي انها ثورة ياسمين أخرى!!. لكنها، بهذا العنف والعبثية، ليست كذلك:
– فتحرك الشارع لايجاد اعمال للشباب العاطل عن العمل، في بلد لم يستجمع أنفاسه بعد خمس سنوات من «اعادة التكوين»، هو عملياً تدمير لضرورة البدء من نقطة معينة في اقتصاد فقد اهم مصادر الدخل وهي السياحة، وفقد استقرار أجهزة الدولة، وفقد الاستثمار الخارجي والداخلي.
-وتحرك الشارع باحراق مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة هو ظاهرة تتكرر في مصر. لكن حزب النهضة لا علاقة له بثأر الاخوان. وإنما هم كما تقول مصادر استخبارية، اخوان ليبيا وميليشيات ولد الحاج الإسلاموية.. يخلقون نموذج احراق كل الهياكل القديمة لخلق هياكل جديدة.. وهي تنتهي إلى داعش ونموذجها في الموصل وسوريا على الحد الذي طال التدمير آثار وكنوز عصور تعود إلى ثلاثة آلاف عام.
ليست ثورة ياسمين جديدة هذا الذي يجري في تونس، وإنما هو فلتان أمني يقوده الجهل، وأصحاب النوايا الخبيثة، فأي فرص عمل يخلقها هذا الدمار؟ وهل يمكن بتظاهرات غاضبة بناء مصانع ومزارع وجامعات ومدارس ومستشفيات؟
لقد مرت خمس سنوات من الضياع. ولم يأخذ الاستقرار الديمقراطي فرصته أكثر من بضعة اشهر، تخللها قتل السواح الأجانب بالعشرات. واغتيالات لسياسيين لامعين قادرين على تقديم تونس ديمقراطية وشابة وديناميكية، وأحزاب ليبرالية ويسارية إلى جانب حزب عريق اثبت التزامه بالولاء الوطني هو حزب النهضة الإسلامي. فلماذا يجب إعادة تونس إلى سنوات الضياع والتكوين والتغيير الذي سمي بالربيع العربي؟. وهل عهد الديمقراطية أسوأ من عهد بن علي؟.
لقد ثبت أن الشعوب مهتمة بالاستقرار والتطور الثابت الذي يحتاج إلى الوقت والصبر والعمل الدؤوب. وقد فشلت كل الثورات التي كانت تبشر بحرق المراحل: أولها الثورة الأم الفرنسية، وثورة أكتوبر الاشتراكية. ولم تصل الثورات الكبرى إلا في الولايات المتحدة والصين. تلك بالقيم الديمقراطية والإيمان المطلق بالحرية والرفاهية، وهذه الشيوعية بقيم المساواة والعمل والثقافة.
لن تنجح ثورة أخرى في تونس.. وكان الأمل بنجاح ثورة الياسمين، وبداية التكوين الديمقراطي.