0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ما وراء الصراع في سوريا

سيمور هيرش أشهر صحفي أميركي استقصائي في الحقل الاستخباري الدولي. يقدم من وقت لآخر خبطات صحفية كبرى ، يكشف فيها الستار عما وراء الأحداث. وهو الذي فجر فضيحة تعذيب السجناء العراقيين في سجون الاحتلال الأميركي ببغداد.
آخر خبطة صحفية لهيرش نشرت في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس (7/ 1/ 2016) وتتعلق بسياسة الإدارة الأميركية تجاه الأزمة السورية.
يقول هيرش: أربعة مبادئ رئيسـية لسياسة الرئيس الأميركي أوباما تجاه سوريا ، أولها الإصرار على أن الأسد يجب أن يرحل ، وثانيها أن لا تحالف مع روسيا في الحرب على داعش ، وثالثها أن تركيا حليف مخلص في الحرب ضد الإرهاب ، ورابعها أن بين المعارضة السورية تنظيمات معتدلة تستحق دعم الولايات المتحدة.
يضيف هيرش أن بعض أركان الإدارة الأميركية ، وخاصة في المؤسسة العسكرية والاستخبارية ، لا يشاطرون أوباما الإيمان بهذه المبادئ. وهناك دلائل وأمثلة موثقة على أنهم تصرفوا ضدها ، وبعضهم جرى استبعادهم مثل الجنرال دمبسي.
ويتوسع هيرش في استعراض أشكال التعاون وتبادل المعلومات الذي كان جارياً من وراء ظهر أوباما بين السي أي ايه والمخابرات السورية ، فضلاً عن الاتصالات المباشرة على الصعيد العسكري.
باختصار كان هناك طلاق كامل في المسألة السورية بين البيت الأبيض وكل من وزارة الدفاع والقوات المسلحة ، وأن أوباما أسير مواقف متسرعة لم يعد لها علاقة بالواقع.
يبني هيرش هذه الرواية الحساسة اعتماداً على مقابلات أجراها مع مسؤولين حاليين وسابقين ، واقتباس شهادات أدلى بها هؤلاء في جلسات استماع في الكونجرس ، ووثائق سرية تم تسريبها.
خلاصة القول أن أوباما مخطئ أو مخدوع أو عنيد في التمسك بالمبادئ الأربعة المشار إليها ، وحتى الجهات الاستخبارية الأميركية حذرت من أن رحيل الأسد يعني تسلم داعش والنصرة مقاليد الحكم ، فالبديل هو الإرهاب. وأن روسيا حقيقة موضوعية لا يجوز أن يواصل الرئيس الأميركي النظر إليها بمنظار الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي.
ويؤكد بالشواهد والأدلة أن تركيا تدعم المنظمات الإرهابية ، وتسهل أعمالها ، وتمرر المقاتلين عبر حدودها ، وأن أردوجان يحلم باستعادة الدولة العثمانية بدءاً بسوريا ، ويستشهد بتقارير وتقييمات استراتيجية أميركية ترى أن المعارضة المعتدلة التي يتحدث عنها أوباما لا وجود لها ، وإن كل المنظمات التي تحمل السلاح في وجه النظام هي منظمات إرهابية.