0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

سوريا تنهار كدولة والعرب يتفرجون!

لأنها تجاوزت كل ما يمكن احتماله والصبر عليه فإنه لا يجوز ترك روسيا تتلاعب كل هذا التلاعب بوحدة سورية واستقرارها وبمستقبل شعبها فصمْت العرب على ما يفعله الروس في هذه البلد العربي والرئيسي شجعهم وهو يشجعهم على التمادي في ما بقوا يفعلونه على مدى نحو خمسة أعوام ماضية مما سيعرض هذه المنطقة كلها إلى أخطار فعلية جسيمة.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر أكثر من مرة, بدون لا سامع ولا مجيب, من أن هدف احتلال روسيا لسوريا هو إنشاء دويلة طائفية ومذهبية (علوية) في منطقة اللاذقية وما حولها مع شريط أرضيٍّ يحاذي حماه وحمص من الغرب ويصل إلى دمشق وله تماس مع تواجد حزب الله (الاحتلالي) على الجانب اللبناني من الحدود السورية – اللبنانية.
وحقيقة أن هذا الذي قاله الرئيس التركي لا يحتاج إلى المزيد من الأدلة والبراهين فالروس, الذين أعلنوا في بداية غزوهم لهذه الدولة العربية أنَّ بقاءهم لن يستمر أكثر من نحو ثلاثة شهور, ها هُمْ يلغونها تدريجياً ويصادرون سيادتها ويسْحبون كل صلاحيات حكومتها ورئيسها وهذا يعني أن الهدف هو إقامة كيان طائفي في المناطق المشار إليها آنفاً ومدِّها لاحقاً في اتجاه لواء الاسكندرون الذي أطلق عليه الأتراك بعد ضمه في عام 1939 اسم «هاتاي» حيث يشكل بعض سكانه امتداداً للطائفة العلوية في منطقة اللاذقية والقرداحة وجبال النُّصيْريين.
كان الروس قد أفرغوا بيان (جنيف1) من مضمونه بل وهُمْ ألغوه نهائياً عندما أفشلوا (جنيف2) بالإصرار على أن الأولوية ليست لا لمرحلة انتقالية ولا لإقصاء بشار الأسد لحساب بديل يُجمِعُ عليه الشعب السوري بمعظمه إن ليس كله وإنما لمواجهة الإرهاب وبالطبع فإنهم لم يقصدوا بـ «الإرهاب» لا «داعش» ولا «النصرة» وإنما المعارضة السورية (المعتدلة) التي أثبتت حضورها الفاعل بعد مؤتمر الرياض العتيد الذي أغضب نجاحه روسيا وإيران وكل الأطراف التي تتلاعب بمصير هذه الدولة العربية وبمصير هذه المنطقة كلها.
والآن فإن الروس بادروا, بعد نجاح مؤتمر الرياض الآنف الذكر, إلى ركْلِ مقررات مجلس الأمن الدولي الأخير, المتعلقة بالعودة إلى (جنيف1) كركيزة وكمنطلق لحل الأزمة, بأرجلهم والإصرار على «اختراق» الوفد المعارض الذي شكلته الهيئة العليا وفقاً لقرارات مجلس الأمن الآنفة الذكر بممثلين لهم ولباقي ما تبقى من النظام السوري والهدف هو ما أعلنه سيرغي لافروف وهو تشكيل ما اعتبره: «حكومة وحدة وطنية» تابعة لروسيا وليس لبشار الأسد وإلغاء المرحلة الانتقالية نهائياً.
وبالطبع فإن الواضح حتى لأعمى البصر والبصيرة سياسياً أنَّ الروس يسعون لإلحاق قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة ببيان (جنيف1) وأنهم بالفعل ماضون في إنشاء الكيان الطائفي الذي تحدث عنه وحذر منه رجب طيب أردوغان والمشكلة هنا أنَّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا يزال يتصرف بالطريقة البائسة التي بقي يتصرف بها منذ بداية هذه الأزمة وذلك مع إن جو بايدن قد هدد في آخر تصريحات له كان قد أطلقها من تركيا بأنَّ فشل الحلول السياسية في سورية سيدفع الولايات المتحدة إلى اللجوء إلى القوة العسكرية .