القرار ومؤتمر بوتين الصحفي
اقرّ مجلس الأمن خارطة الطريق بالاجماع، للمشكل السوري!! ودون ان نتلمس نقاطه الرئيسية، التي لم تنشر بالتفاصيل، فان العودة الى المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الروسي قبل يومين يعطي للقرار حجمه الحقيقي، ويُفسر الدور الروسي وعلاقته بأزمة المنطقة ككل.
كان الرئيس بوتين يتوهج في هذا المؤتمر وساعده وضوح اسئلة الصحفيين ويمكن ونحن امام قرار مجلس الأمن ان نمر على نقاطه الرئيسية:
– فقد اوضح الرئيس انه يتفق مع ما سيطرحه المشروع الاميركي في مجلس الأمن يوم السبت – امس – ولم يقل شيئاً عن المشروع، لانه اميركي، ولأن له تفسيره الخاص له!.
– ملامح المشروع – الاتفاق الروسي الاميركي كانت واضحة في الصور التالية:
أ- ان مصير الاسد سيقرره الشعب السوري لا روسيا ولا اميركا.
ب- ان القرار السوري سيكون في انتخابات حرة ونزيهة وتحت اشراف دولي.
ج- البداية هي وقف اطلاق النار بين العناصر الايجابية القابلة بالحل، والحرب ستستمر مع الارهابيين!!.
د- سيجلس السوريون: النظام والمعارضة البعيدة عن الارهاب، وسيتفقون على «جسم حاكم»، يسيّر الامور، ريثما يتم وضع الدستور، وتجري انتخابات رئاسية ونيابية، وهنا يحسم الشعب السوري مصير الأسد!!.
هـ- اعلن بوتين بلغة جديدة في الصراعات الدولية وهي: لا قواعد جوية او بحرية روسية في سوريا او غير سوريا، فالجيوش الروسية موجودة، وتصل الى كل مكان بصواريخها التي تصل الى 4500كم، وطائراتها وسفنها، ومساحة الاتحاد الروسي الهائلة.
و- اجاب بوتين على تخرصات الدعاية عن علاقة حرب داعش بصواريخ S400 المرابطة في اللاذقية، بقوله ان اسقاط الطائرة الروسية فوق سوريا هي السبب وتحدى الطيران التركي ان يقترب من حدود سوريا، وقد صب غضبه على تركيا واردوغان، وقال انه ليس مهتماً بتحسين العلاقات معه.
ان قراءة متأنية لمؤتمر الرئيس بوتين الصحفي تضعنا امام فهم مختلف للحروب الباردة، ووسائلها ولغتها، فليس هناك صراع ايديولوجي بين الشيوعية والرأسمالية، وليس هناك مشكل يؤدي الى الصراع على النفط، وبالتالي على الشرق الاوسط، ففي روسيا والولايات المتحدة نفط وغاز يكفي البلدين واصدقاءهما، أما الأهمية الاستراتيجية الجغرافية فقد انتهت بالتقدم التكنولوجي في الاسلحة الصاروخية والجوية والبحرية.. ولعل ملاحظة حجم الاساطيل وحاملات الطائرات ونوعية التحالفات في هذا العالم، تضع ايدينا على ما اكده بوتين من عبثية بناء قواعد جوية في سوريا، فحماية النظام السوري يجب ان تكون مهمة سورية ومسؤولية السوريين!!