0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الربيع المغدور

عوامل موضوعية متعددة  وأخرى ذاتية نابعة من طبيعة البدوي الشجاع الكريم ، جعلت من الشخصية العربية تركيبة عجيبة غريبة تتعايش فيها البساطة مع التعقيد، والشجاعة مع الجبن، والغرور مع التواضع، والتعالي مع الضعة، والشوفينية مع العاليمة.

 ببساطة ..إننا خلطة مذهلة من العناصر المتناقضة التي تتعايش مع بعضها مشكّلة ، من يسمى  بحضرة جنابي وجناب أي واحد منكم  من أبناء عدنان وغسان وقيس ويمن، ومن لف لفهم في الضفتين والبرازيل.

بشكل عام، تشكل  قناعات كل جيل مشكلة ، لا بل منظومة من المشاكل، للجيل التالي وربما للأجيال التالية ، اذا فشل الجيل الأول في التخلص من متطلباتها التي تعيق عملية التنمية بكافة جوانبها. أما نحن …اقصد جيلنا او اجيالنا  من أولئك الذين تجاوزوا الخمسين سنة بصعوبة غير بالغة، فقد حملنا جميع ما تبقى من المشاكل التي تركتها لنا الأجيال السابقة ، من أول اعرابي حل ناقة على هذه الأرض الى اخر اعرابي اشترى  آخر صرعة من جهاز(بلاك بيري).

حملنا جميع مافشلت الأجيال اللاحقة في التخلص منه من عقد وتعقيدات، وتحولت هذه  بفعل الزمن الى قيم وعادات وتقاليد ، وصارت جزءا من نسيجنا الإجتماعي ومن مفاهيمنا ووجهة نظرنا في الحياة بشكل عام.

نحن،حملنا جميع فشخرات العربي ، منذ ذلك الرجل الذي مد رجله في سوق عكاظ وتحدى من يجروء على قطعها ، الى ان مر من عنده من هو اكثر فشخرة منه ، ف(عزت نفسه) عليه ان يترك قدم الرجل ممدودة في طريقه فقطعها، بلا هوادة. حملنا الفشخران من ذلك الرجل مرورا بإنشاء الإمبرطورية العربية و (العرب خير أمة…) و (..بني الأصفر الممراض…) و (نحن اعرب الناس…..)، وليس انتهاء بمنظومة قيم الدولة العثمانية.

منظومة قيم الدولة العثمانية ، لم نتته مع  انحسارها، بل بقيت هذه القيم التي نعرفها جميعا ونتمثلها جميعا وإن شذ بعضنا عنها قليلا ثم عاد ..من هذه القيم ، بدون استكمال ، لأنكم تحفظونها عن ظهر قلب وبطن وحنجرة:

– امشي الحيط الحيط….

– بوس الكلب على …..

– الكف ما بناطح مخرز…

– اللي بتجوز امي…..

المشكلة أن الجيل الحالي – جيل الربيع العربي – الذي تمرد على هذه الأقانيم الحمقاء ورفع راية التمرد ضد التسلط والديكتاتورية ، لم يجد من يدعمه او يقوده الى التغيير الى الأفضل . لا بل ان معظم الأحزاب التقليدية من اليسار واليمين والقوميين تآمروا عليه مع الأنظمة واعتبروه مجرد مؤامرة اجنبيه ..وهزموه وحطموه نفسيا، او حاولوا على الأقل..

هذا ما ترك الساحة للتطرف الأهوج الذي قد يدمرنا ويدمر نفسه، اذا لم نقف جميعا – صفا واحدا-  ضده.

وتلولحي يا دالية