0020
0020
previous arrow
next arrow

دينار للمركز الوطني للسكري

يحلم البرفسور كامل العجلوني بمجتمع أردني يقدر قيمة السكري كمرض، وبالتالي تحدث به الثقافة الوقائية التي تجعل الأردنيين ينفقون أكثر من مليار دينار جراء عادات غذائية تسبب ارتفاع الدهون والسكري وتحول دون الحياة السليمة، وبالتالي تواجه الدولة والناس معضلة الأمراض غير السارية وعلى رأسها السكري والذي يؤدي بحسب د. كامل إلى وفاة 60% من مجموع الوفيات.

في المركز الوطني الذي يعد انجازا وطنيا، ويعمل بدقة هائلة تحسب انجازا لفريق إداري وبحثي مميز، لا نقول أنه صناعة كامل العجلوني الطبيب والمثقف فقط، لأننا قد نظلم البعض، لكنه أحد نتائج قدرة الرجل في إدارة وبناء ذلك الفريق الذي يأتي من جامعات مختلفة، والمركز الذي يتمتع للآن بهيبة مديره وهالتهُ التي جعلت الكل يحترم انجازه، سيكون على موعد مع عملية توسع لبناء عشرة طوابق إضافية لاستيعاب الضغط اليومي من كثرة المراجعين. وهنا يقدر العجلوني أنه حالما يَقرُ لعينيه أن البناء الجديد صائر إلى نفاذ، فإنه قد يخلد للراحة والكتابة.

الحلم قد يتطور عند كل من يدخل المركز شفاء وحسرة، وهو حلم أبناء القرى والبسطاء من الناس بأن تنعم أمهاتهم وأخواتهم وآباؤهم بعلاج مماثل لما يحدث عند د كامل العجلوني، فهو أحيانا يظلم الناس، لأنهم يأتون مرة واحدة، فيكتشفون نعيم عمان المتيسر علاجاً، ويفجعون بكارثية ما تلقوه من علاج وتشخيص خاطئ وعلاج أحيانا منتهي الصلاحية في الأطراف، فيا الله أنت العادل وحدك، كما سرقوا من صحة وعلاج آبائنا وأمهاتنا، ولكي لا يكون الكلام من وجع شخصي، فنظرة واحدة على مراكز صحة اربد أو الكرك أو الغور تكفينا مؤونة التبرير.

فهل نشهد مراكز مماثلة وطنية، كأن نرى مركزا في إقليم الجنوب وآخر في الشمال وواحد في الأغوار، وكذلك الأمر في الزرقاء ويكون المركز الأم هو الموجود بالجامعة الأردنية، مع تعاون مشترك بين الجامعات الأخرى في الإشراف والإدارة وبخاصة تلك التي تُدرس الطب واقصد مؤتة والتكنولوجيا والهاشمية، بالإضافة للجامعة الأردنية.

هذا الأمر طبعا يحتاج لتواضع من وزارة الصحة بإنهاء الحساسيات مع المركز الوطني التي تقفز احيانا تبعا لهوى الوزير من شخصية الدكتور العجلوني، وأن يتعاون الطرفان بالمعنى التقني والفني وتقوم الوزارة بتخصيص ما تنفقه لدعم هذه المراكز المقترحة من ميزانيتها، ثم يتبع ذلك إيجاد دعم ثابت ومتكرر وقابل للنمو بإقرار مجلس الوزراء لقانون يجيز تقاضي رسم يؤخذ على فاتورة الكهرباء بقيمة دينار للمركز الوطني للسكري. بدل دينار التلفزيون الذي يسأل الناس عن جدواه ومدى وصوله لميزانية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.

هذا الأمر وهو المركز الوطني للسكري، بالنسبة للأردنيين أهم من مشاريع الطاقة النووية، التي قد نموت ونحن نحاول إقناع الناس بأنها لا تمثل خطرا عليهم. فقط تحتاج الحكومة لاتخاذ قرار شجاع بدعم المركز الوطني بتخصيص ذلك الرسم، وبذلك تكون المهمة قد أنجزت، ويكون الدكتور كامل العلجوني غير آبه بمدى الضرر أو الضغط الذي قد يتحقق نتيجة ضغوطات التأمين والإعفاءات الحكومية على المركز، لكن المخاوف تكمن في أن يبادر أحد الراغبين دوما بتوليد الهيئات، باقتراح إنشاء هيئة مستقلة لشؤون السكري، فتأكل المركز الأم ثم تتعشى بالأولاد!!