عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

خطاب مؤتة والانتصار للدولة

ذهب الملك في خطابه في جامعة مؤتة أمس إلى الأسئلة اليومية المفكر بها، أسئلة الدولة والمستقبل والحاضر الثقيل، الذي تواجه فيه الدولة تحديات جديدة، في ظلِّ ما يثار من القضايا والأسئلة التي يتداولها الأردنيون، وعلى رأسها الكونفدرالية مع فلسطين ووهم الوطن البديل، والمهم أن تلك الأحاديث هي جزء من سجالات النخبة المتعلق بعضها بالوهم والخيال ليكون الأردن حلاً لقضية فلسطين للأسف، وهذه النخب ما انفكت تريد خلاصا في اتجاه الأردن. لكن الملك الذي يدرك أن الحديث والسجال والإشاعات لا تقطع إلا بقول فصل بين قاعدته الوطنية العريضة من أهل الدولة ورجالها وفرسانها، أكدّ ما يجب تأكيده، مع الالتزام بأن الأخوة الفلسطينية الأردنية بُنيت بقرار شعبي في دولة الوحدة، وتعود بذات الشكل ولكن حين تستكمل مظاهر استقلال الدولة الفلسطينية.

ولم تكن ظروف الناس بعيدة عن الخطاب، والحديث عن الدولة التي قطع الأردنيون فيها رحلة طويلة من البناء والتأسيس الوطني الذي أسهمت فيه كل مكونات الشعب الأردني من مختلف الأصول، لكنه بناء متين ومتكامل، بالرغم من أن ثمة من يرى أو يحاول تصوير أن علاقة الأردنيين به تغيرت، إلا أنه في وعي الناس يتعدى حدود العيش المشترك ومقولات المواطنة في الحقوق والواجبات والتي تستخدم أحيانا لتغليف دعاوى الحقوق المنقوصة بغلاف رهيف، إلا أن الأردنيين لا يرون الدولة مجرد بنك تنمية أو وظيفة عليا وجملة تعيينات في شركات التعدين أو تمثيل سياسي ما، بل الدولة هي المصير النهائي الذي لا انفكاك عنه ولا بديل عنه، وهم على ذات الخطاب والروح التي حملتها الدولة عند التأسيس.

وفي الخطاب تأكيد على أن العشيرة تسمو عن التصرفات الخارجة عن القانون، وفيه تمجيد لقيمها وعاداتها النبيلة ودور رجالاتها الذين أسهموا في بناء الوطن، بالرغم من أن ثمة من يحلو له تصوير العشيرة على أنها من أكل خير الدولة، ويحتمي بها متى أراد ويستقوي متى شاء، فالملك مدرك لأسباب الغضب ويعيه، ويعرف أن انسداد الآفاق وفشل التنمية تجعل الناس يتلمسون أجسادهم ليعوا حاضرهم، لكنه يؤكد أن العشيرة الركن المتين في البناء الوطني، وأن من حاول المس بالعلاقة بينها وبين النظام واهم.

وفي مؤتة بوابة الفتح والانتصار لم يكن الحديث ليمر دون التأكيد على أن الإصلاح طريق طويل والتزام وطني، لا يتم بين يوم وليلة، وفيه من التعب والشقاء والتضحيات والعمل المؤسسي الكثير, وهو ما يتطلب عملاً حكومياً محايداً غير منحاز، وجهازاً إدارياً يتفوق على تحدياته ويعاند من أجل تحقيق الصعب.

ولم يغفل الملك، التأكيد على ثقته بالمواطن، الذي يدعم تطبيق القانون في مؤسسته، ويسعى لتحقيق العدالة، أما العشيرة فهي عند الملك محكومة بتقاليد وقيم ترفض الظلم والعمل المشين، وهل ليست حاضنة للعنف أو راعية له، وهو ما يريد البعض أحيانا قصده في تفسيراتهم ليستكثروا على الأردنيين حقهم في التقدم، وفي المقابل فإن غضب الناس وإن مارسوا فعلا خارج القانون، فإنهم حين يجدون قيادات في الميدان قوية وحازمة ونزيهة وعادلة وتطبق المُثل والقيم الوطنية وتملك سيرة طيبة، فإنهم يستجيبون للقانون ويصدعون للحق.

Mohannad974@yahoo.com