عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

رسائل بوتين الودية لنتنياهو

عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الروسي الشهر الماضي لاقناعه بعدم تزويد الأسد بصواريخ أس ٣٠٠وصفت نتائج المحادثات آنذاك بانها فاشلة ، غير ان التطورات اللاحقة أثبتت العكس فخلال الأيام القليلة الماضية وجه بوتين رسالتي تطمين وحسن نوايا إلى نتنياهو . الأولى في القمة الأوروبية الروسية عندما اعلن بان بلاده لن تسلم الأسد هذه المنظومة الصاروخية ( لعدم إخلال التوازن بالمنطقة ) ولم يتوقف بوتين عند حقيقة انه يكذب الرئيس السوري الذي كان قد اعلن بانه تسلم بالفعل دفعة من هذه الصواريخ .
أما الرسالة التطمينية الثانية إعلان موسكو عن استعدادها لإرسال قوات روسية إلى الجولان لتحل محل القوات النمساوية المنسحبة بعد المعركة التي خاضها الجيش الحر في القنطرة وعند معبر الجولان . وفيما تحفظت الامم المتحدة على الإعلان الروسي قالت تل أبيب أنها لن تعارض هذه الخطوة .

السؤال : لماذا حرص بوتين على توجيه هذه الرسائل إلى إسرائيل وماذا تعني ؟ .
من الواضح ان موسكو تسعى إلى استثمار النتائج التي أسفرت عنها لقاءات لافروف – كيري والشراكة الجديدة التي دشناها في الشرق الاوسط عندما ظهر وزير الخارجية الأمريكية وكأنه يسلم مقاليد الأمور في سوريا والمنطقة إلى روسيا ، واول خطوة في طريق هذا الاستثمار إرضاء إسرائيل وكسب ثقتها بالسياسة الروسية في سوريا بتقديم الإشارات إليها بان هذه السياسة لن تختلف في المحصلة عن السياسة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل وفق المعادلة المعروفة انك اذا أردت كسب ثقة الأمريكيين عليك أولا كسب ثقة الإسرائيليين .
عندما يتحدث بوتين عن ( عدم إخلال التوازن ) فأي توازن يقصد ؟ . حتى لو سلم بوتين الصواريخ المذكورة إلى الأسد سيبقى التوازن العسكري بالمنطقة لصالح إسرائيل وبدرجة كبيرة ، انه يعرف ذلك لكنه يريد القول لنتنياهو : اطمئن ستبقى إسرائيل هي الأقوى وموسكو كما هي واشنطن تحرص على ذلك ، وان لا خوف من الأسد ولا من حزب الله لان السيطرة الجوية ستظل لكم .
وعندما يقدم عرضا بإرسال قوات روسية إلى الخط الفاصل في الجولان فانه يقول لنتنياهو : لا تعترضوا تدخلنا إلى جانب نظام الأسد ولا تخشوا من كيماوي وغيره لأننا سنكون ضمانة أمنية لكم في الجولان المحتل ، وسنحافظ على الأوضاع الهادئة فيه كما كانت خلال السنوات ال ٤٠ الماضية .
واقع الأمر ان تل أبيب لم تعترض منذ بداية الثورة في سوريا على التدخل الروسي ولا على مواقف موسكو الداعمة للنظام سياسيا وعسكريا . فقط تحركت عندما أعلن عن نية بوتين تسليم الأسد صفقة الصواريخ ، والواقع أيضاً ان نتنياهو تحدث مرة واحدة عن مسألة السلاح في سوريا عندما صرح عشية زيارة أوباما لإسرائيل « بانه لن يسمح بوصول أسلحة إلى المعارضة السورية» .
روسيا تقدم نفسها إلى الأمريكيين والإسرائيليين بانها قادرة على تصفية الثورة السورية التي لا تختلف رؤيتها لها عن رؤية الأسد ، فالشعب السوري إرهابي ويستحق التدمير والعقاب الجماعي ، وما أنجزه بوتين في جروزني الشيشانية قد ينجح مرة أخرى في حلب . وفي الطريق إلى ذلك تسعى موسكو إلى كسب ثقة تل أبيب لما تعتقده بانه ضمانة لنجاح مخططها . غير ان العيب في هذه السياسة تجاهلها التام لإرادة الشعب السوري وشعوب المنطقة مما يسوقها إلى نفس المصير الذي لقيته في أفغانستان انه ( الهزيمة ) .