حكي ومديونية
حسب خبر نشرته الزميلة “الغد ” فإن مجموع ما صرفه الأردنيون من كلام في الهواتف النقالة في عام 2012 من مختلف الشبكات والخطوط والبطاقات “اكشط وعبي ” كان تقريباَ 36 مليار دقيقة “كلام” فقط.. بارتفاع عن العام الذي سبقه بما نسبته 28%..
36 مليار دقيقة (وشلونك..شو فيه ما فيه..كيف شايف هالوضع..خربانه ها؟؟..) تقسيم 6 ملايين أردني ومقيم في المملكة فإن حصة الفرد من “اللعلعة الوطنية” 36 ألف دقيقة سنوياً..هذا الرقم سنقوم بتقسيمه من جديد على عدد أيام السنة 365 يوماً.. فإن المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة يتكلم بحدود 98 دقيقة في اليوم..(اي ما يعادل مباراة كرة قدم مع الوقت بدل الضائع مع الدعايات )…
طبعاً ما سبق هو فقط كلام :” من الإذن للإذن” ناهيك عن الرسائل القصيرة اللي “من العين للعين” والتي قدّر تعدادها بــ 2.3 مليار رسالة نصية قصيرة في العام/حصة الفرد 10 رسائل نصية في اليوم…
كنت أتمنى لو ان أحد علماء الاجتماع فسّر لنا ازدياد هذه النسبة وارتباطها بزيادة الضغوط المعيشية والسياسية التي يمر بها البلد يوماً بعد يوم، على أي حال أي مراقب يستطيع ان يستخدمها كمؤشر على حب الفضفضة ومشاركة الهموم وتقاسم المتاعب مع الطرف الآخر الذي يلجأ اليه الأردني ، فالحكي مهما كبر يظل أقل مجهوداً من الفعل مهما صغر.. لكن بقى السؤال الأهم ؛ اذا كان كل مواطن يتكلم ما مقداره ساعة ونصف يومياً فمن الذي يسمع على الجانب الآخر؟؟؟ ساعة ونصف من الكلام المعجون بالضجر والتذمر والاستغراب والشكوى وربما التباهي والوعيد ونفش الريش …
ساعة ونصف يوما من “الحكي” ..و10 رسائل نصية قصيرة من الكتابة غير “تعليقات الفيس ” و”زغاريت التويتر” …ولم يصل صوتكم بعد للمتلقي بضرورة استرجاع ” مؤسسات البلد المباعة” ومحاكمة “الفاسدين” وضبط النفقات” التي أرهقتنا واستنفدت طاقتنا والمحافظة على كرامتنا كبشر لا كمواطنين التي ما ظل “أزعر” الا وتطاول عليها ؟؟ …
ساعة ونصف يومياً من محاولة الاتصال بكم : ” والمشترك مشغول حالياً في مكالمة أخرى يرجي الانتظار”… فإلى متى الانتظار يا ترى ؟؟؟ وهل المشترك مشغول فعلاً ام رافع السماعة عنّا؟؟..
في بلدي..لا تصل أرقامنا المليارات الا بأمرين اثنين فقط: “صرف الحكي” و”المديونية”..
غطيني يا كرمة العلي..فرصيد صمتي شارف على الانتهاء..
احمد حسن الزعبي