عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مع مين بتحكي؟؟؟

بعد ان استلقى على ظهره  ،سحب دشداشته الرمادية عن ساقيه قليلاً واضعاً رجلاً على رجل على شكل “4” بالانجليزي ليترك  مجالاً لهواء المروحة القصيرة أن يدخل مداخيله ويجفف العرق الذي بلل فخذيه وساقيه..

 

عاد لترتيب الوسائد تحت ظهره ، ثم شبك يديه خلف رأسه وبدأ يتابع نشرة الأخبار بفائض من الملل ..وكلما كان الخبر مكرراً ومستهلكاً ولا  يمكن أن يقنع “بريعص فقُس جديد ” وليس مواطناً عاقلاً راشداً ..كان يطلق كلمة “عفية” من قلب مغلول أوجعه الوعود والتصبّر ..وأحياناً إذا كان الخبر يحمل في طياته التهويل الى حدّ “الخرط” والتقطيب الى حدّ “الفرط” ….كان يشدّ على مخارج الحروف ويقول: ” عفية أبوي”!! ثم يبتلع “توالي” رأيه مع ما تبقى من ريقه..

 

بهزهزة أكتاف بسيطة – عادة ما يقوم بها المذيعون عند قراءتهم لخبر مهم  – قال مقدّم النشرة: ((التقى فلان الفلاني  اليوم .. في … علان العلنتاني وذلك لاطلاعه على السياسة العامة لمكافحة الفقر والتركيز على المشاريع التنموية ، وتسليط الضوء على الأهداف التي ترنو الدولة من خلالها للوصول الى التنمية المستدامة …هذا وقد أبدى فلان الفلاني إعجابه بما قدّمه علان العلنتاني ..مشيداّ بنسبة الانجاز وبفكره النيّر وسعيه الحثيث للقضاء على بؤر الفقر  ..الخ من اللت والعجن التحريري)) هنا قفز أبو يحيى من مكانه وتربّع في منتصف الغرفة ..ثم رمى الريموت بعرض الحائط حتى تبعثرت بطاريتيه بقاع الغرفة ووصلت الى درجة الباب…

 

و انفجر صارخاً: خالي بدكو تقضوا على الفقر ..خفوا ع سمانا شوي..انزلوا عن ظهرونا شوي…هلكتونا…يعني لولاكو كان في فقر أصلا؟؟؟… الفقر من صنع اديكو…يعني بالمشرمحي “ختّي متّي..ختّي ..متّي..بيكفي”..كمان لويش بدكو تكافحوا الفقر مهو انتو اللي زرعتوه …زي اللي بزرع “حشيش”  وبيحاكم اللي بيشربه…ثم رمى شماغه  وعقاله  جانباً وعاد للصراخ….حسّوا فينا يااا..”قلبي طقّ…6 شبكيات الله الوكيل ” ” مرارتي فقعت ” “روحي طلعت”… ذبحتونا مثاليات وتسليم تقارير…مشان الله…صايرين زي نوبل بعد ما اخترع البارود والناس ذبّحت بعضها أجا حط باسمه  جائزة للسلام…اي حلّوا عنا ياااااااااااااه ))..

 

وفي قمة نزقه وانفعاله وارتفاع ضغطه الظاهر من خلال عروق رقبته النافرة ووجهه المحمّر دخلت أم يحيى عليه فجأة  لترى سبب هذا الصراخ ومع من يتكلم “ألحجي” بهذه الطريقة الثائرة..التفتت حولها ..لم تجد أحدا في الغرفة..اقتربت من الختيار الذي قفز الى منتصف الحصيرة…


    • أم يحيى : ..صوتك معبّي الدنيا .. مع مين بتحكي؟؟..

 

    • أبو يحيى: مع التلفزيون!!

 

    • ام يحيى: شو فيه…؟؟؟

 

    • أبو يحيى: لا ولا أشي ..حطيلي ع..كراميش..كراكيش.. ع طيور الجنة “طيور جهنّم”..أي أشي…

 

    • ام يحيى: طيب شو  هاي “البطّاريات” المرمية بقاع الغرفة!!

 

    • ابو يحيى: اعتبريها…بطاريات “باتريوت”!!.


 

 

أحمد حسن الزعبي

 

ahmedalzoubi@hotmail.com