معان..لو ينتصر العقل ويبدد الصمت المريب!
توقعات وسيناريوهات عدة يفاجئك بها أبناء معان والبادية الجنوبية من مختلف الأطراف، أهلنا في معان وقبائلنا الطيبة من الحويطات. ثمة ملاحظات على موقف الدولة وطريقة تعاملها مع الأحداث الأخيرة، وفي الوجوه والاحاديث تدرك عدم الرضا والعتب على الدولة، وهناك من يقول بضرورة فرض الهيبة والقانون وتخليص المحافظة من الخارجين عليها.
وهو وإن كان عتبا مفتوحا قد يرقى إلى الغضب، إلا أنه لدى الدولة روايتها وتحفظاتها، وعندها حقاق وتقديرات، قد لا يصح كتباتها ونشرها، وكما الناس قلقون مما يجري، فإن الدولة قلقة أكثر، وإن لم تكن استجابتها كما يريد الناس.
قد يقال ان الدولة تاركة لمعان، وان الجنوب مظلوم، ومهمش ولم يحصل على حقه الواجب، والمناسب لما فيه من ثروات، وهنا نتذكر جيدا أن ابناء الجنوب لم يكونوا خارج صنع القرار، بل ما زالوا فاعلين فيه، وبعضهم كان ومن أبناء معان متصلا مع أهله ومع ناسه وكذلك الحال من الحويطات وجل البوادي، وكم من مرة كنت أرى مشاهد الكرم والضيافة وحسن الاستقبال لهذه النخبة السياسية لمن يأتي إليها من معان أو البادية عموما والجنوب خصوصا، وهو حال كل نخب الأطراف في عمان تجاه أهلهم القادمين لأجل حوائج الدنيا ونكدها، لكن هذه النخوة كانت لحظية ووقتية، خاصة وأن النخب دورها متغير في الدولة، وجلّ خدماتها التي تقدمها منه نوع التدخل في واسطة من أجل التعيين لشاب أو شابة أو تجنيد أحدهم في الاجهزة الأمنية أو نقل معلم وهو من المألوف في مجتمعنا، ومن المهم ان نعرف أن ذلك التدخل لا يحدث التغيير وهو ما ينفذ بسرعة ويجعل الناس يزداد اتكالهم على الواسطة مقابل تضاؤل دور الدولة.
لكن في الجنوب وفي الأغوار والبادية الشمالية اقتصادا مشوها، ولنعترف أن أبناءه النافذين في السلطة كانوا يساعدون الناس، وليس المنطقة مع ان هناك استثناءات طيبة لمن دعموا مشاريع وجعميات انتاجية، لكن الأغلبية كانت مساعداتهم لحالات فردية، وهذا ما جعل الاقتصاد والتنمية على هذه الحال من التشويه، وها نحن ندفع اليوم عقدة التهميش التي يشكون منها الناس.
نعم، تبوأ ابناء الجنوب وظائف وحكموا في الدولة، وما زالوا، وبعضهم أفاد كثيرا، وهناك اليوم حالة تنكر كبيرة لجهود بعضهم للأسف، وهو نوع من ظلم ذوي القربي، كما أننا لا نريد أبناء الجنوب للجنوب فقط لأن ذلك فيه من الظلم والعسف على حق الآخرين وما يناقض الفطرة، بل نريد أن يكون التفكير بالضغط من قبل النواب والتنفيذيين لجلب مشاريع تنموبة حقيقية ليست من نوع القروض التي تفشل او المشاريع غير المدروسة والنماذج موجودة، والمطلوب من المجتمع التحمل والتفهم بان حلول التنمية والفقر لا تأتي ييوم وليلة، فهناك الكثير من الجهود التي نقضها أهلنا هناك وأضعفوها وأفشلوها.
صحيح أن هناك خللا تنمويا، وفوضى وارباكا ، وثمة استياء من أبناء الحويطات ونخبهم ومن أبناء معان ووجهائها على ما يجري من تذرير وانقسام للمجتمع، لكن كثيرين منهم والحمد لله مدركون بأن ثمة من يقصد تشويه صورة العشيرة التي يرى البعض أن الجنوب قد يكون بداية لتدمير صورتها النبيلة واسهامها الوطني، وهذا هدف مقصود عند من يرون أن أحداث معان لا يمكن أن تكون بريئة ومن دون مؤثرات خارجية؟.
أخيرا، المطلوب من الجميع أن ينتصر العقل وان يطبق القانون فقط.
Mohannad974@yahoo.com