منتخب النشامى الاولمبي.. كان بالامكان افضل مما كان
وكالة الناس – تجرع جمهور منتخباتنا الوطنية لكرة القدم مرارة الخسارة على مضض رغم ان البعض حاول التخفيف من وقع هذه الصدمة بالقاء اللوم على الحكم الياباني المساعد الذي رفع رايته لالغاء هدف شرعي لمنتخبنا الاولمبي في الشوط الثاني من المباراة التي جمعته امام كوريا الجنوبية, ليضيع مع هذه الراية الحلم الاردني الاولمبي.
جمهور منتخبنا وان ابدى تعاطفه مع النشامى الا انه اكد عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ان الفشل في تحقيق الحلم الاولمبي كان ضربة قوية لطموحات الكرة الاردنية التي باتت تستحق التواجد في الاستحقاقات العالمية والدولية بعد ان اثبتت حضورها القاري والعربي.
جمهورنا المثقف كرويا اكد ان منتخبنا الاولمبي كان بامكانه ان يقدم افضل مما كان, حتى وان تعرض لظلم تحكيمي بين, وكان يستحق أن يمضي نحو الأشواط الاضافية في مباراته أمام كوريا الجنوبية على اقل تقدير, فقد كان الطرف الافضل باعتراف الكوريين انفسهم خاصة في الشوط الثاني واحكم السيطرة ونوع في الخيارات لكن سوء اللمسة الأخيرة من جهة والخطأ التحكيمي من جهة اخرى حال دون ترجمة تلك الأفضلية وأوقف المسيرة المتجهة نحو حلم بلوغ الأولمبياد.
نعم كان بامكان منتخبنا ان يقدم افضل مما قدم, لو انه تحلى بالجرأة والشجاعة ولم يكن تقليديا في تفكيره, ولو ان الكابتن جمال ابو عابد فضل الخيار الهجومي على الدفاعي في الحصة الاولى من المباراة لتغيرت معادلة اللقاء على الارجح.
ابو عابد فضل الخيار الدفاعي في الشوط الاول مع الاعتماد على الكرات المرتدة, وسلم الملعب للكوريين الذين استثمروا الفرصة جيدا وهزوا شباك نور الدين بني عطية من خطأ دفاعي.
وغير استراتيجيته في الحصة الثانية فاختلف الحال تماما, وتسيد نشامى الاولمبي الملعب ولاعبو كوريا يلهثون خلفهم لاستخلاص الكرات دون طائل.
وحتى عندما لعب منتخبنا بطريقة دفاعية اهدر فرصتين ثمينتين كان واحدة منهما كفيلة بأن تقلب المباراة رأسا على عقب, فاهدار بهاء فيصل والمرمى خال من مرماه فيما سدد احسان حداد في الشباك من الخارج وهو في وضع مثالي للتسجيل.
ومع كل اسف امتلكنا زمام الامور 45 دقيقة بالتمام والكمال, لكننا لم نفلح في هز الشباك, الا مرة واحدة وللأسف رافقتها راية ظالمة للحكم الياباني الغي على اثرها الهدف الذي كان من الممكن ان ينقلنا للعب الاوقات الاضافية.
ومع ان الهدف الملغي كان من الممكن ان يغير معطيات اللقاء تماما خاصة وان لاعبونا تفوقوا على انفسهم وعلى المنافس الكوري, الا ان لاعبينا افتقدوا الى القدرة على الحسم, والى القدرة على ايجاد خيارات متنوعة للوصول الى الشباك, حتى عندما لاحت امامهم الفرصة للتعديل في اكثر من مشهد.
سيطرنا على الملعب تماما وسط غياب واضح للفريق الكوري, لكننا لم نكن فعالين امام المرمى, فكانت سيطرتنا وهمية وبلا طعم لدرجة ان الخطورة لم تتمثل على المرمى الكوري الا في لقطة الهدف الملغي فقط.جراسا
ووسط عبارات الاشادة التي حظي بها منتخبنا الاولمبي في قطر الشقيقة من نقاد اللعبة ومن الجماهير التي تعاطفت مع اللاعبين الا ان الواقع لن يتغير, فقد حزم منتخبنا حقائبه بانتظار العودة الى عمان, وبدلا من ان يحجزوا تذاكر السفر الى البرازيل سيعودون على متن الملكية الاردنية محملين بخيبة امل كبيرة.
الزميل امجد المجالي اعتبر ان في حسابات الطموحات والأهداف في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكروية الكبيرة يعد الخروج من دور الثمانية اخفاقاً لأن الأمال التي بنيت على المنتخب الاولمبي على فترات طويلة من الاعداد والتحضير -المعسكرات- كانت تتجه نحو حجز احدى البطاقات الثلاث المؤهلة للأولمبياد، وهذا للأسف لم يتحقق، وعليه فإن لغة الأرقام تشير الى الاخفاق بإنجاز المهمة المطلوبة.
واضاف : الاخفاق شكل سمة مشتركة في الأونة الأخيرة لمنتخبات الفئات العمرية، فالمنتخب الناشىء خرج من مولد التصفيات من دون حمص، وكذلك الحال لمنتخب الشباب، رغم أيضاً التحضيرات والمعسكرات واللقاءات الودية، وها هو المنتخب الأولمبي يسير على نفس الطريق، ما يؤكد ان الخلل بدا يظهر بوضوح في المنظومة الفنية لكرة القدم الأردنية ويؤشر الى حالة متصاعدة من القلق.
وفي السنوات الأخيرة تحققت نقلة نوعية على مستوى المنتخبات ليتجسد ذلك ببلوغ نهائيات كأس العالم للشباب في كندا 2007، الى جانب التأهل الدائم لمنتخبات الفئات العمرية للنهائيات الآسيوية ويتبع بتحقيق نتائج طيبة ولافتة، لكن في العام الأخير تراجع المؤشر الى درجة الاخفاق الأمر الذي يتطلب وقفة شاملة وحازمة.