0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الدويري: مسيرة الولاء ختمها بشرف ووفاء

وكالة الناس

الدويري: مسيرة الولاء ختمها بشرف ووفاء

وداعاً سلاحي

بسم الله وعلى بصيرة من أمري وصدق يقيني فقد تم تكريمي اليوم بالترفيع إلى رتبة لواء (جنرال )وهي طموح المثابرين ومحبي الأوطان، كما أنه وقد حطت الركاب بإحالتي إلى التقاعد، بعد مسيرةٍ طويلةٍ من العطاء، امتدت لما يقارب خمسةً وثلاثين عامًا مضت كطيف برق لا يدركه البصر في ميادين الشرف والرجولة والعزيمة.

أحمد الله حمدًا كثيرًا، حتى يشيب كل رحيب، ويغيب كل نجيب، فهي لحظة لم تسد لها قصبات الحناجر، ولا تذرف لها الماء حدقات المحاجر ، لكنها تترك وقعها في أجفان الأبصار، وتحمل في طياتها ذكرى عمرٍ مضى بخطى ثابتة وعزمٍ لا يلين لأطوي صفحة من صفحات العمر كتب فيها العرق وختمت بالشرف وسطرت على جدار الزمن بالإيثار والوفاء .

 

لقد كنت فارسًا من فرسان الأردن، عُهد إليّ بالأمانة، فكنت ممن حملها بشرف، وصانها و حافظ عليها، ولم يدنّس الزيف أفكاري، بل ظلّت مبادئي صافية نقية تحب الله والوطن والقيادة الهاشمية.

 

*من جامعة مؤته…. بدأت الحكاية*

 

هي السيف والقلم ومن بين أوراقها ابتدأت رحلتي، حيث تشرفت بالانتساب إليها، ونلت منها درجة البكالوريوس، ثم تابعت طريقي في جني المعرفة و التعلم، فحصلت على الماجستير، والدكتوراه.

كان العلم سلاحي الثاني، وثِقَل ميزاني حين تشتد المواقف، فاخترت طريق القلم ليكون نِعم الرفيق .

 

*أما جهاز الأمن العام… فهو موطن إعتزازي وانتمائي*

 

هو عشقي الأول، وسكني، وموضع ولائي ،فيه نذرت زهرة عمري، ومنه تنفّست كل معاني الفخر، وأكرمني بأن أكون أحد أبنائه.

منحني فرصة المشاركة في قوات حفظ السلام ، وأتاح لي الانتداب للعمل في دولة قطر، فزادت مداركي، وتشعبت خبراتي.

وخلال خدمتي، تشرّفت بزيارة العديد من دول ومدن العالم ، ممثلاً للأمن العام والأردن بكل فخر فقد كان اجتهادي وما الانسان الا ساع .

– سأتحدث كثيراً عن جهاز الأمن العام الأردني الذي نحب بوصفه أحد أعمدة الاستقرار في الدولة، ومؤسسة وطنية متجذّرة في ضمير الأردنيين.

– منذ تأسيسه، لم يكن الأمن العام مجرّد جهاز أمني يُعنى بتطبيق القانون فحسب، بل كان ولا يزال شريكا فاعلا في حفظ السلم المجتمعي، وحاميا لقيم الدولة، ودرعا منيعا في وجه كل ما يهدد أمن الوطن والمواطن.

– الأمن العام يقف على أرض صلبة، بخبرته، وأبناءه، وانتمائه الصادق لتراب الأردن وقيادته الهاشمية وهو طريقنا وطوقنا للمستقبل المشرق .

 

*محطاتٌ مشرقة في الطريق*

 

خدمت في معظم ميادين العمل الشرطي والأمني في كافة ارجاء اردننا الحبيب إبتداءً في المراكز الامنية والبحث الجنائي تلاها حقبة متنوعة في مراكز التدريب وأجملها اكاديمية الشرطة الملكية وثم العلاقات العامه ومديراً لمديرية شرطة شرق عمان وصولاً ً إلى مركز القيادة والسيطرة ثم مديرية العمليات مساعداً ثم مديراً ، وكان لي شرف تحديث مفهوم العمليات وتطويره تقنيًا وقانونيًا.

كما عملت مديرًا لإدارة السير، فكنت جزءاً ممن حمل الهمّ المروري ووضع الحلول المستقبلية وتطويع التكنولوجيا لخدمته، وشاركت مع الشركاء في إخراج قانون السير الجديد إلى النور، حفاظًا على الأرواح والسلامة المروية في الطرقات.

وبإقليم الجنوب الأشم اختم الحكاية بكل تفاصيلها الجميلة

 

*وتلك كانت رؤيا والدي*…

 

لقد أكرمني الله، فكنت امتدادًا لحلم والدي وطموحه بأن اكون تكراراً له وقد حاولت، وهو الذي غرس في نفسي الإصرار والعزيمة.

وسبحان من لا يضيع سعي المجتهدين، فقد تُوّجت رحلتي العسكرية بنيل رتبة “لواء”، لأطوي الصفحة الأخيرة من كتاب خدمتي، تاركًا أثرًا وبصمة وماضٍ أعتز به، وأمضي راضيًا مطمئنًا، حامدًا لله على كل لحظة شرف فيها هذا المشوار تاركا بينكم أيها الزملاء ذكرى لا تنسى وسيبقى اسمي مرقوما في سجل من قدم لا بمن ندم .

 

*وفي محطة الشكر والوفاء*…

 

أتقدم بالشكر لكل رفقاء السلاح، مصابيح الدرب، وسند الطريق.

وأخص بالشكر كل من وقف إلى جانبي في مسيرتي، من قادة وزملاء وأصدقاء وهذا وداع لا انكسار فيه ولا ندبة تروى بل عز يروى .

 

عملت بصدق نية، وبذلت جهدي في خدمة كل صاحب حاجة، تحقق بعضها، وتعثّر بعضها الآخر خارج حدود صلاحياتي،

وأعتذر لمن ظن أنني أسأت إليه ، و يشفع لي حسن الظن، و صدق النية ، وأحمد الله دائماً الذي أعانني على حمل أمانة المسؤولية.

السلام على كل من أحب الأردن،

السلام على الشهداء،

والسلام على كل من حمل السلاح بصدق وودعه بشرف ،

وسيبقى السيف مرفوعًا بيدي ما دمت حيا ، وعيني ما غفت وقلبي ما مال عن حب الله ثم الوطن ، ثم الملك ، وإني اذ أغادر ميادين السلاح فإنني باق في ميادين الولاء والانتماء وستبقى البيارق هاشمية سباقة بعون الله تحت رايةٍ خالدة، رسالتها:

الله …….الوطن…….الملك

– من هنا قصة جديدة يملؤها التفاؤل والإتكال على الله ولي إخوة وأصدقاء من كل بيت أردني كريم في الريف و البوادي و المدن ولي في كل محافظة أردنية كثير كثير أحباب.

– انتهت محطة، ولكني ما زلت رجل أمن يفتدي تراب الأردن الحبيب بالغالي والنفيس.

– نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ بلادنا ومليكنا المفدى عبدالله الثاني بن الحسين وولي العهد المحبوب الأمير الحسين بن عبدالله وشعبنا من كل سوء

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اللواء الدكتور فراس عقيل الدويري