مستشفى راهبات الوردية..عندما يكون الهدف غير ربحي ومتجهاً إلى الخير والإنسانية بمحبة ورقي
وكالة الناس – كتب.د . يوسف العجلوني – المجتمعات والدول تتقدم وتنمو بالقوة النوعية المتمثلة في الكفاءات والقدرات العلمية والعملية والأشخاص الذين يمتلكون العقول والأفكار ، وتكون الساحة بناء على ذلك للمؤسسات الطبية الجيدة المنافسة ذات المصداقية والرعاية الطبية الممييزة والطاقم الطبي والتمريض والإداري الناجح.
يَجبُ مِراراً وتِكراراً الوقوفُ للحظة والنظر لحجم الخدمة المُقدّمة من المؤسسات الطبية وهدفها واختلاف ثقافة وشخصيات ومتطلبات متلقي الخدمة الطبية ليكون الحُكمُ أكثر دقة عن فاعلية وكفاءة المؤسسات؛ وعندما تكون المقارنة مع المؤسسات الأخرى ، تكون النظرة الشاملة ، وهنا يتضح الإنجاز الذي أساسه الدقة والإنضباط وأمان المريض وإحترامه والخصوصية في الإجراءات الطبية لكل من يحتاجها بانسانية وكرامة.
بدأت فكرة إنشاء مستشفى راهبات الوردية ليكون مركزاً متميزاً ومتطوراً بأهداف طبية وإنسانية ، وكان أول مستشفى خاص في إربد وشمال الاردن ، وليس له أي اتجاهات دينية ، وكان ولا زال من أفضل المراكز الصحية في الأردن ، ويتحسن في كل الإتجاهات ، ويمتلك السمعة الطبية المميّزة ، ويقدم خدمات طبية واسعة تصل إلى كل مواطن في الأردن.
تم تأسيس المستشفى سنة ١٩٥١م ، وكان مقتصراً على الولادة ، وتمت توسعته سنة ١٩٨١م ليصبح مستشفى عاماً يَضمّ كلّ الإختصاصات الطبية ليكون الإفتتاح بحلته الجديدة وجماله مزوداُ بأحدث الأجهزة والمعدات في ١-٣-١٩٨٥.
سُمّي مستشفى راهبات الوردية بهذا الإسم لأن أقسام المستشفى بشكل عام تُدار من قبل مجموعة من الراهبات ، والوردية نسبة الى صلاة مسبحة الوردية التي تَخصّ السيدة العذراء (سيدة الوردية) وهذا ما يعني التبعية الكاملة من هؤلاء الراهبات للسيدة العذراء.
الراهبات لا يتقاضين أي شيءٍ مادي مقابل عملهن ، ويقمن بالعمل فقط للخير وعلى مدار الساعة.
تمّ تصميمُ المستشفى في ذلك الوقت على قدر الحاجة الطبية للمنطقة ، وكانت الخطة أنه سيواكب التطور الذي يحصل وتكون الأمور جاهزةً عند الحاجة لتوسع أكثر كما تحتاج المنطقة.
مستشفى راهبات الوردية هو مؤسسة طبية مستقلة مالياً وإدارياً ، غير هادفة للربح ، وهو تابع لجمعية راهبات الوردية وهي جمعية مُسجّلة في وزارة التنمية الإجتماعية ، ويسعى لأن يكون رائداً وطنياً في مجال الرعاية الصحيّة حيث يوفر الكفاءات والخبرات المتخصصة من أجل تأمين الخدمات الطبية للمرضى والمحتاجين بمهنية وإقتدار.
المستشفى الآن شامل لكافة التخصصات؛ مديره العام حالياً هو جرّاحٌ مميّز وإداري مخضرم ورجلُ مجتمع ، يُنتج المستشفى خدمات طبية مميّزة بتكلفة مادية بمستوى الخدمة المقدمة ولكافة شرائح المجتمع الأردني على أرض الواقع بجودة عالية للحفاظ على النتائج المعتبرة وسلامة ورضا المرضى.
المستشفى يحتوي على جميع الأقسام الطبية من أشعة تشخيصية ، ونسائية وتوليد ، وطب الأطفال ، والطب الباطني ، والجهاز الهضمي ، والجراحة العامة ، وجميع الجراحات الخاصة.
يهدف المستشفى الى العناية بالمرضى وتلبية إحتياجاتهم وتوقعاتهم بإحترام وخصوصية ومصداقية ، والإلتزام بأخلاقيات المهنة ، والمسؤولية الإجتماعية ، ودعم التعليم الطبي المستمر ، ومتابعة كل ما هو جديد في الطب ، وكذلك دعم السياحة العلاجية في الأردن ووضع البرامج اللازمة لها.
قسم الطوارئ في المستشفى يعمل على مدار ٢٤ ساعة ، حيث يُعالح جميع الحالات. ويُديره فريقٌ مُدرّب من أطباء مميّزين ، وهو مجهّز بكافة المعدات والأجهزة اللازمة لخدمة مميزة.
مستشفى راهبات الوردية كان خلال ٤١ سنة مضت الأكثر تميّزاً في إربد ، وهو مستمر في تقديم الخدمات الطبيّة الممتازة وتوفّير الأجهزة المتطورة ، ليكون دائماً المكان الأمثل لتلقي العلاج.
المستشفى يُؤكد على التحديث والريادة وفق أحدث المعايير والمواصفات العالمية ، ومواكبة النمو والحاجة المستمرة والتطوير بالمعدات والأجهزة المختلفة واستقطاب الكوادر المدربة رفيعة المستوى.
العمل في المستشفى بدقة وكفاءة ، دون أي تأخير أو تعطيل ، ومرفقات المستشفى مريحة جداً من خدمة الفندقة الى مختلف سبل الراحة والصحة والنظافة ، ويتوفر مواقف كثيرة للسيارات ، وباقي المساحة حول المستشفى مُستَغلة كحديقة عامة يَستمتع فيها كل زائر.
إدارة المستسفى تتميز بعمل الخير لعامة الناس بوضوح وصدق وبُعد نظر ، والمتابعة حثيثة ، والعمل بروح الفريق ، وتَحمُّل المسؤولية ، ومتابعة كل شيء ، ومراقبة الآداء وجودة الخدمة المقدمة ودقتها ، بمهنية عالية وإحترام لنيل رضى المريض ومجتمع إربد والأردن كافة.
يتوفر في المستشفى غرف مرضى مميّزة ومجهزة بأحدث وسائل الراحة والأمان للمريض من أجنحة ملوكية ، وغرف درجة خاصة ، وغرف درجة أولى ، وغرف درجة ثانية وثالثة.
يتوفر في المستشفى العديد من المرافق العامة ومن أهمها قاعة للمحاضرات والمؤتمرات مُجهّزة ومؤهلة للنشاطات العلمية والثقافية المختلفة.
يَتميّز مستشفى الراهبات بوجود قسم متخصص بالجودة يعمل على مدار الساعة لمراقبة وقياس دقة وجودة الأداء مما ينعكس إيجابياً على مستوى وتطور الخدمة المُقدمة بمهنية عالية وإحترام.
يَتمتع المستشفى بموقع إستراتيجي حيث يقع شمال مدينة إربد ، قرب جامعة اليرموك ، ويبعد ٦٥ كيلومتراً عن العاصمة عمّان ، ويَسهُل الوصول إليه من كافة أنحاء الأردن ، ويَخدم أكثر من مليون ونصف مواطن بكفاءة في خمسة محافظات هي إربد والرمثا وعجلون وجرش والمفرق ، ويستقبل المرضى من كافة أرجاء الأردن والوطن العربي.
واخيرا اقول؛ يَعتمد نجاحُ أي مؤسسة طبية اعتماداُ كبيراً على الإدارة؛ حيث التوَجّيه البناء ، وتوزّيع المهام ، وتامّين المتطلبات بما يخدم مصلحة المؤسسة ، ومن ثم سياسة عادلة مع الكفاءات والعاملين ، بعيداً عن الشخصنة والواسطات والمزاج ، وبغض النظر عن الإختلاف في طريقة التفكير أو العمر أو الجنس أو العرق أو الدين.
الإدارة الراقية تعمل على خلق بيئة عمل مريحة وصحية وجو إنساني وإجتماعي.
تصرف الإدارة بطريقة لبقة ومهنية ، وتَقبّل الآخرين ، يشجع العاملين وينعكس بشكل إيجابي على الانتاجيّة.
بيئة العمل لها أثر مباشر على بقاء الكفاءات واستمرار المؤسسة والقدرة على التطوير لتكون الأنسب وتبقى في الطليعة.
كل الإحترام والتقدير لمستشفى راهبات الوردية والعاملين فيه كافة ، لما يقدمه من خدمات على المستوى الوطني والعالمي بهدف الخير والمحبة وإحترام الإنسانية.
د. يوسف العجلوني