د. العجلوني يكتب ..الغباء أشد خطراً على البشرية من فايروس كورونا ومتحوراته
وكالة الناس – د. يوسف العجلوني – الحياة اليومية فيها كل معاملاتنا وسلوكنا وطريقة تفكيرنا وتصرفاتنا ، هنالك امكانية للاستقامة والاعوجاج والمراوغة ، ممكن ان يكون هنالك راحة بال او معاناة ، نجاح او فشل ، تنوع في كل شي ، وبالمجموع تكون الخبرة في مجالات عدة حيث نستطيع التمييز بين الاشخاص والمواقع ، ونتوقع المستقبل ، ونعرف الفرق بين الخير والشر ، ونميز الصالح من الطالح.
أن الحياة تحتاج منا الى الكثير من البساطة ، حتى نعيش سعداء ، وحتى تقل المعاناة من تعقيدات المجتمع المتلون وبعيدا عن الامراض النفسية التي تعشش في عقول الكثيرين.
الجميع يروا أنفسهم أذكياء ، ولكن في الواقع تختلف القدرات العقلية من شخص لآخر؛ من الذكي الى متوسط الذكاء الى الغبي. والغباء درجات ومستويات من غبي ناشئ الى غبي مقبول ، الى غبي ممارس ، الى غبي غائص في الغباء ، الى غبي متعمق في الغباء ، الى غبي واحمق ، واخيرا” غبي واحمق ومتخلف وعبيط وحمار.
الغبي الناشئ يحاول اظهار القدرة على الذكاء ولكنه يقع في أول حفرة تواجهه ، ويرتكب أخطاء حمقاء لا يقع فيها الأسوياء ، وفي نفس الوقت تجده يظهر المثالية والنجاح. الغبي الممارس يظن أن بإمكانه خداع جميع من حوله بحيله الغبية واللف والدوران والجدال ولاكن ذلك لا يمكن ان ينجح طول الوقت وبسهولة ينكشف وينتهي الامر بتحطيم العلاقات وقطع الود والعلاقات.
الغبي من مختلف المستويات والدرجات يسعى ويفرح لفشل الآخرين أكثر من سعيه لصناعة نجاحاته.
الغبي لن يعترف بخطأه ، ولن يتحمل مسؤولية تصرفاته ، ويلقي اللوم على الآخرين ، ولا يستطيع أن يتحكم في انفعالاته ، وإذا أحس بهزيمته يفقد السيطرة ويملأ الدنيا ضجيجا وغضبا.
الغبي شخص أناني لا يقدم شيئا بلا مقابل ولا يتنازل في سبيل إسعاد غيره ، ويعتقد ان الحياة تدور فقط في فلكه ، ويبذل كثيرا من الجهد في محاولة إثبات ذاته للآخرين بدلا من توفير الجهد وبذله في تحقيق ما يريده هو لحياته ، لأنه يهتم فقط لرأي الآخرين.
الغبي فاقد للرؤية وغير محدد لهدفه في الحياة ، لذا تكون تصرفاته ليست نابعة من راسه وانما يتصرف حسب ما تمليه عليه الظروف أو ياخذها من الآخرين ، ولذلك تجده لا يمتلك اي مهارات ادارية او قيادية.
الغباء مرض له علاقة بالوراثة والجينات والنشاة والبيئة ، وعلاجه شبه مستحيل ، ويستدعي عزل المصابين به لفترات طويلة ، والعزل هنا للتقليل من آثار الغباء الهدامة على البشرية.
من المعروف ان لكل مرض فترة حضانة ومسيرة وعلاج ونهاية ، إلا الغباء ليس له نمط معين في كل المراحل، ويستمر للأبد ، وقد اعلن عالميا انه داء بلا دواء ، ولا توجد طريقة علمية محددة للتعامل مع المصابين.
الغباء داء قاتل يتفشى بسرعة بعدة انماط غريبة وغير متوقعة ، وتظهر اعراضه في السلوك والتفكير والتخلف العقلي ، الغبي متعنت عنيد يصعب اقناعه بالأفكار البناءة ذات الصالح العام فهو لا يستطيع النظر ابعد من انفه.
الغبي يهتم بالقشور ويترك الجوهر ، ويعيش افكاره الخاصة التي من الصعب ان تتناسق الا مع من هم في مثل شاكلته.
الاغبياء يعيشوا ليأكلوا فقط ، وغير قادرين على التكيف وتنظيم ألامور ، ولا يعرفون ما يفيدهم مما يضرهم ، يدورون حول انفسهم ، ضرهم اكثر من نفعهم؛ الغبي يفعل الشيء غير المناسب في الوقت غير المناسب ، يقفز من أزمة إلى أزمة بقرارات متناقضة بدون حلول ، لا يفهم موقعه او دوره في المجتمع ، سهل الانجرار إلى الأعمال السلبية الضارة بالمجتمع مثل الانحراف والتطرف والعنف.
الغبي بعيد عن العقلانية ويعتقد بأن ما يقوله ويفكر به هو الصحيح دائمًا ، فهو يستمر بالجدال سواء كان على حق أم لا ، ويلجأ إلى الدفاع والتبرير والعصبية والغضب لردة فعل لتأمين موقفه ويتجاهل مشاعر واحتياجات الآخرين ويعتقد بأنه الأفضل في كل الاوقات.
الغباء يطيح بالكثير من العقول الناشئة ذات الامل والمستقبل عندما يكون القدوة لهم كتلة من الغباء ، مما يؤدي الى خسارة كبيرة في الجيل القادم والسير في طريق معتم الى المجهول.
الغبي يعتقد أنه يمسك بالحقيقة ، وياتي ليعلمنا ألاصول والسلوك ، فى حين أنه لا يعرفها ، ولربما لا يملك حتى القدرة الفكرية اللازمة للفهم الصحيح.
المصيبة ان هنالك من يعمل على زيادة اعداد الاغبياء في المجتمع ، ويسهل تمكينهم من المناصب ، وتكون النتيجة أدارات الفشل في المؤسسات التربوية والاجتماعية والمالية.
فكرة النزول الى مستوى تفكير الاغبياء ، لا شك انه رح يجعلك قريبا منهم وممكن ان يحبوك وممكن ان يرتاح بالك وتفكيرك من طرفهم لفترة؛
انا اعتقد ان هذا النزول سوف يجعلك دائم مشغول الذهن والوقت وتشعر بغباء تصرفك بين الحين والاخر ، وتبقى نفسك من الداخل غير مقتنعة ، وسوف تدخل في مرحلة صعبة تؤثر على مخيلتك وتصوراتك وقراراتك ، ويعود ذلك عليك بالخسران والرجوع للخلف بائسا” مكسورا” محطما” ، ويخيب ضنك في كثير من الامور ، وستجد نفسك في دوامة فارغة الجوهر؛ وهنا اقول لك ان من يهمه ان يتعامل معك يجب ان يرتقي بالتفكير والتصرفات لما هو انت فيه ليصل اليك فتكون ألعلاقة اثبت واضمن واريح.
عندما تكون مجبرا” على التعامل مع بعض الأغبياء في مكان ما حولك بين الحين والآخر؛
انا اعتقد انه يجب عليك تخفيض توقعاتك منهم ، وحاول رؤية العالم من وجهة نظرهم لتخفف على نفسك المعاناة ، ولا تدخل معهم في جدال ، والاحسن والاسلم والاريح لك ان تبتعد عنهم قدر المستطاع ، وتتجاهل تصرفاتهم ، ولا تكلف نفسك بالرد على ما لا يعجبك منهم ، وهذا يكون حلا” مناسبا” للطرفين.
د. يوسف العجلوني