هل ستكون هناك ضربة عسكرية ضد ايران
وكالة الناس – خاص – كتب. رائف الريماوي – على هامش اللقاء الاخير بين وزير الدفاع الاسرائيلي ونظيره الأمريكي بعد فشل مفاوضات فيينا ؟ لا يبدوا أن هنالك نية بالتحرك عسكريا ضد ايران , هناك مؤشرات بأن اسرائيل تحث أمريكيا على ضرورة التحرك الفوري ضد ايران قبل ان يتخد ملف النووي منحا آخرا سيجعل الحلول المتوفرة حاليا غير ممكنة مستقبليا . مفاوضات فينا حول الاتفاق النووي الايراني، كشفت بأن النهج التي تنتهجه معها الدول الغربية لا يجدي نفعا، بل يسير لصالح ايران , مما يكسبها وقتا كافيا لتحقيق تقدما في مشروعها النووي , خاصة في مجال التخصيب . عدم نجاح المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق بن الاطراف , ووجود نقاط اختلاف في الشروط المقدمة، يعد مكسبا لطهران التي يبدو انها تعيش حالة استرخاء وأريحية , اذ ان الانسحاب الامريكي من افغان ستان يضمن لها عدم وجود نية لتحرك عسكري ضدها على المدى القريب، حتى وان اشارت التصريحات بعكس ذلك . اوراق رابحة بأيدي طهران . الورقة الاولى : الموقف الامريكي لا توجد مؤشرات تدل على أن أمريكا تفضل معالجة الملف الايراني على حساب جبهتها الاقتصادية المشتعلة ضد الصين و انشغالها بالخروج من الأزمة الاقتصادية التي سببتها الجائحة , فان احتمال توجيه المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد ايران هي الحل المتوفر حاليا، قد تفكر اسرائيل في توجيه ضربة جوية خاطفة على نقاط حيوية في ايران، اذا ضمنت الدعم الامريكي وإلاقليمي لخطوتها، و اذا تأكدت ان هذه الضربات لن تستطيع ايران صدها أو الرد عليها عسكريا، خشية من تلقي ضربات أخرى موجعة أكثر . تعول بعض الدول ألاخرى على معالجة ملف النووي من الداخل الايراني نفسه، لأنها تدرك أن ضراوة العقوبات الاقتصادية ضد ايران , ستنجح في اشعال ثورة ضد ايات الله , خاصة وان الجبهة الداخلية تتململ بفعل الغلاء والركود الاقتصادي و ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، و التضييق على الحريات الفردية والجماعية. الورقة الثانية : ورقة غزة الرابحة تحرص ايران على ان تجعل جبهة غزة دائما على أهبة الاستعداد باستمرار , باتظار الاشارة لتنطلق صواريخ المقاومة في غزة بالمئات صوب تل ابيب مثل طير الابابيل , لتضغط بذلك على الدولة اليهودية وتمنعها من اية محاولة القيام بأي هجوم عسكري اخرق و ارعن ضدها , دولة الكيان في حالة حرص دائم ومستمر يمنعها من عدم الدخول في مواجهات جديدة غير محسوبة وغير محسومة العواقب، تركز ايران على بقاء التوتر في محيط غزة قائما لأطول فترة ممكنة , لأن ذلك بمثابة صمام امان لها , غزة بالنسبة لايران حلبة الصراع الذي قد تخوضه ابران خارج اراضيها ضد اسرائيل .
فكلما احرزت حماس تقدما في مفاوضاتها مع اسرائيل كلما كانت ايران أشد قلقا و انزعاجا لأنها لا تريد أن تصل الامور ,بين الكيان وبين حماس الى درجة الوصول الى هدنة دائمة ، بشكل يسمح لاسرائيل باتخاد خطوات عسكرية ضدها، ولهذا فإن طهران تدفع المقاومة الفلسطينية الى الاستمرار في تصعيد اللهجة و التلميح الى فتح جبهة مواجهات جديدة تبقي الوضع على ماهو عليه , وتمنع اسرائيل من القيام بأي مغامرة .
الورقة الثالثة : الاقتدار الايراني تدرك الدول الغربية دول الاطلسي وعلى رأسها امريكيا , أن امتلاك ايران للسلاح النووي , حصانة دائمة لها ضد أي تهديد خارجي , الامر الذي يجعل ايران تفرض سياسة الأمر الواقع ضد خصومها الغربيين . الملف الايراني يعد بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار واشعال فتيل حرب عالمية ثالثة ,قد يرى البعض أن الغرب يكيل بمكيالين بين كوريا الشمالية وايران ويضخم من المخاوف حيال الملف الايراني، ولكن ينبغي أن نفرق بين كوريا الشمالية التي لاتبحث عن نزعة توسعية وايران التي تريد العودة الى زمن الامبراطورية الفارسية و ان تهيمن على المنطقة برمتها وتشكل تهديدا عالميا لمستقبل الاقتصاد والطاقة. قد تكون ايران لا تبحث عن تحرير القدس ولا عن الخلاص لشعب غزة و تعمل على تقسيم الصف و تستعمل الملف الفلسطيني لخدمة أغراضها و لصرف نظر اسرائيل عن ملفها النووي هل سعت اسرائيل لتطبيع علاقاتها مع العرب لمعالجة الملف الايراني سويا ؟ لا توجد معطيات تدل على ان العرب جاهزون لخوض حربا ضد ايران حتى وان كانت العلاقات متوترة ولكنها لم تصل الى مرحلة التصعيد العسكري
