البطوش: الانجذاب إلى المتزوجين يعكس احتياجًا ينتهي بالذنب والضرر

وكالة الناس -نشرت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش منشورًا على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي حول أسباب وحلول الانجذاب إلى الأشياء الضارة والممنوعة.

وقالت البطوش في منشور فكاهي إنّ بعض الرجال ينجذبون إلى الأشياء المضرة بالضحة أو غير القانونية أو السيدة المنزوجة.

وبينت أنّ الانجذاب إلى ما هو ضار أو ممنوع أو باهظ الثمن لا يُعدّ مجرد نزوة عابرة كما يعتقد البعض، بل هو في الغالب مؤشر على احتياجات نفسية غير مشبعة أو خلل في منظومة القيم والهوية الشخصية.

واوضحت البطوش أن إلى الواعي والمبكر مع هذه الميول، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي المتوازن، يشكّل الطريق الأمثل للوقاية من الانزلاق نحو خسائر قد تكون صحية أو قانونية أو عاطفية.

وأكدت في الوقت نفسه على أهمية عدم التعميم، فهذه السلوكيات لا تنطبق على جميع الرجال، بل على فئة محددة تعاني من اضطرابات داخلية أو تجارب سابقة غير معالجة، ما يجعلها أكثر عرضة للبحث عن الإشباع في الاتجاهات الخاطئة.

ووفق حديثها فإنّ الإنسان بطبيعته يميل إلى التجربة الجديدة والمحفزة، فالممنوع والخطر يطلقان هرمونات الإثارة مثل الأدرينالين والدوبامين، ما يمنح شعورًا مؤقتًا بالنشوة والإثارة، ولهذا ينجذب البعض إلى ما يخالف القواعد أو يثير الحساسيات، حتى لو كان ذلك على حساب الصحة أو القانون.

فضلا عن ذلك فإنّ الأشياء الباهظة الثمن أو النادرة تُشعر الشخص بالقيمة والمكانة، ويستغل بعض الرجال هذه الفكرة لتعزيز صورته الاجتماعية أو الذاتية، مشيرة إلى أن هذا الانطباع غالبًا ما يكون سطحيًا ومؤقتًا، ولا يقدم رضا نفسي حقيقيًا.

أما الانجذاب لشخص متزوج أو موقف محظور غالبًا ما يعكس احتياجًا داخليًا كالرغبة في إثبات الذات، الهروب من الالتزام، أو إعادة تجربة شعور الحب بطريقة ممنوعة تبدو أكثر إثارة، لكنها تؤدي في النهاية إلى الألم والذنب والضرر للآخرين.

وحول الرجال الذين يعانون من فراغ عاطفي أو تدني تقدير الذات أو صدمات سابقة، نوهت إلى أنهم يسعون لتعويض ذلك عبر علاقات خطرة أو ممارسات محفوفة بالمخاطر، الغضب المكبوت أو الشعور بالعجز يتحول إلى سلوكيات تهدف لإعادة السيطرة، لكنها خاطئة على المدى الطويل.

وترى البطوش أنّ المجتمع والإعلام يربطان القوة بالجرأة والرجولة بالمغامرة، ما يضع بعض الرجال تحت ضغط لتبني سلوكيات غير صحية، ويجعلهم يتجاهلون العواقب القانونية أو الصحية أو العاطفية.

ونصحت من ينجذبون إلى شيء إلى اتخاذ خطوات لحل المشكلة أولها الاعتراف بالمشكلة، فالوعي هو البداية الحقيقية لأي حل. بعد ذلك، من المهم اللجوء إلى مختص نفسي، فالجلسات تساعد على كشف جذور السلوك ووضع خطة بديلة مناسبة.

كذلك فإن تعزيز تقدير الذات بطرق صحيةمثل الانخراط في هوايات مفيدة، وبناء علاقات داعمة، وتحقيق إنجازات مهنيةيُعدّ من العوامل الأساسية للتوازن النفسي. ولا بد أيضًا من مراجعة منظومة القيم الشخصية، والتساؤل: “ما الذي أريده فعلاً من حياتي، وما الثمن الذي أنا مستعد لدفعه؟ وإذا كان هناك أي تأثير قانوني أو صحي، فالطلب الفوري للمساعدة المتخصصة يصبح أمرًا ضروريًا للحماية والتوجيه الصحيح”