“تطوير العقبة”: شراكة من أجل الإنسان والتنمية
وكالة الناس – انطلاقًا من الرؤية الملكية السامية التي تجعل الإنسان محور التنمية وغايتها، تواصل شركة تطوير العقبة أداء دورها الوطني في تمكين المجتمع المحلي، من خلال برامج ومبادرات نوعية تُجسّد مفهوم المسؤولية المجتمعية المستدامة، وتربط بين النمو الاقتصادي والنهضة الاجتماعية، في إطار من الشراكة الفاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني.
وخلال عام 2025، واصلت دائرة المسؤولية المجتمعية في الشركة تنفيذ مشاريع تنموية متكاملة شملت التعليم، وتمكين الشباب والمرأة، ودعم ذوي الإعاقة، والحفاظ على البيئة، ورعاية الفئات الأقل حظًا، بما يعكس التزام الشركة تجاه مجتمعها وحرصها على أن يكون تأثيرها الاقتصادي مصحوبًا بأثر إنساني ملموس.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، إن الشركة تنطلق في عملها من قناعة راسخة بأن التنمية لا تكتمل إلا عندما تكون انعكاسًا مباشرًا على الإنسان، مؤكدًا أن المسؤولية المجتمعية تمثل أحد الأعمدة الرئيسة في فلسفة الشركة ونهجها المؤسسي.
وأوضح أن الشركة لا تتعامل مع المسؤولية المجتمعية بوصفها نشاطًا موازياً أو واجبًا مؤقتًا، بل تعتبرها التزامًا وطنيًا وإنسانيًا يعبّر عن جوهر رسالتها في العقبة، حيث حرصت على أن تمتد إنجازاتها الاقتصادية لتشمل التنمية الاجتماعية والإنسانية، وتترك أثرًا إيجابيًا ملموسًا في حياة الأفراد.
وأضاف الصفدي أن الشركة واصلت خلال العام الحالي تعزيز شراكاتها مع مؤسسات المجتمع المدني، في إطار رؤيتها التي تؤكد أن العمل الجماعي هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة. وأشار إلى أن محور التعليم والتمكين الإنساني احتل موقعًا متقدمًا ضمن أولويات الشركة، إيمانًا منها بأن الاستثمار في الإنسان هو أساس أي نهضة.
وأوضح الصفدي أن “تطوير العقبة” دعمت مبادرات نوعية في هذا المجال، أبرزها برامج مؤسسة نهر الأردن ضمن مشروع «مساحات آمنة للأسرة والطفل»، الهادف إلى حماية الأطفال وتنمية مهاراتهم الحياتية والفنية وتعزيز التماسك الأسري، إضافة إلى دعم مركز زها الثقافي من خلال برامجه المتنوعة في أكاديمية الفنون والموسيقى والطفولة المبكرة، لتوفير مساحات آمنة للإبداع والتدريب للأطفال واليافعين وتشجيعهم على التعبير عن الذات والاندماج المجتمعي الإيجابي.
وبيّن الصفدي أن الشركة أولت أيضًا اهتمامًا خاصًا بتمكين المرأة والشباب من خلال دعم الجمعيات التعاونية والمبادرات الإنتاجية في العقبة، ومن بينها جمعية سيدات بيت الورد التعاونية، التي تُعنى بتدريب السيدات والشباب على الحرف اليدوية وإحياء التراث المحلي وتسويق المنتجات التقليدية، بما يفتح أمامهم فرصًا اقتصادية جديدة ويعزز قدرتهم على الاعتماد على الذات. وأكد أن هذه الجهود تنسجم مع رؤية الدولة في دعم الاقتصاد المحلي وتمكين الفئات المنتجة وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية.
وفي السياق ذاته، أوضح الصفدي أن الشركة تضع دعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مقدمة أولوياتها، إيمانًا بأن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ. وقال إن تطوير العقبة قدّمت دعمًا مباشرًا لجمعية المتقاعدين العسكريين في العقبة تكريمًا لتضحياتهم، كما ساهمت في برامج توعوية وتدريبية لأسر ذوي الإعاقة بهدف تعزيز الدمج المجتمعي ونشر الوعي بحقوق هذه الفئة. وأشار إلى أن الشركة حرصت كذلك على دعم المبادرات البيئية التي تحافظ على خصوصية العقبة كمدينة بحرية وسياحية عالمية، من خلال دعم جمعية العقبة للغوص لتنفيذ حملات تنظيف مواقع الغوص العميقة من خيوط الصيد والمخلفات البحرية، بمشاركة موظفي الشركة ومتطوعين من المجتمع المحلي، الأمر الذي يسهم في حماية الحياة البحرية وتعزيز ثقافة العمل التطوعي البيئي.
وأكد الصفدي أن البعد الإنساني يظل حاضرًا في جميع مبادرات الشركة، حيث تُعدّ قيم التكافل والعطاء جزءًا من هويتها المؤسسية. وقال إن الشركة حرصت على دعم عدد من المبادرات الاجتماعية والخيرية، من أبرزها حملة «جبر الخواطر» التي ينفذها البيت العقباوي خلال شهر رمضان، لما تحمله من قيم الرحمة والتراحم التي يجسدها المجتمع الأردني. كما دعمت الشركة مبادرات ثقافية ورياضية متنوعة، مثل مشروع «إنها ملكة» الداعم للإبداع المحلي وتمكين المرأة، وبطولة الشطرنج الوطنية، ودعم جماهير نادي شباب العقبة الرياضي في مبادرات شبابية تعزز روح الانتماء والعمل الجماعي.
وأضاف الصفدي أن الشركة تنظر إلى الإعلام كشريك أساسي في مسيرة التنمية ونشر الوعي، مشيرًا إلى دعمها لمبادرة «إعلام من أجل التنمية» التي ينفذها منتدى العقبة الإعلامي، بهدف تمكين المجتمع المحلي من خلال إعلامٍ مسؤولٍ يسلّط الضوء على قصص النجاح ويعزّز ثقافة المشاركة الإيجابية. وأوضح أن تطوير العقبة تؤمن بأن الإعلام الوطني هو قوة مؤثرة في بناء الوعي العام، ووسيلة لترسيخ الثقة بين المواطن والمؤسسات، مشددًا على أن الشراكة مع الإعلام جزء من مسؤولية الشركة تجاه المجتمع.
و أكد الصفدي على أن العقبة تمثل نموذجًا وطنيًا متكاملًا يجمع بين الإنسان والتنمية، وأن شركة تطوير العقبة ستواصل التزامها بالمسؤولية المجتمعية كجزءٍ من رسالتها في خدمة الوطن والمجتمع، مضيفًا أن نجاح أي مؤسسة لا يُقاس بحجم مشاريعها فحسب، بل بما تتركه من أثر إيجابي مستدام في حياة الناس، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العقبة بالنسبة للشركة ليست مجرد منطقة استثمارية، بل مجتمع حيٌّ نابضٌ بالعطاء يستحق أن يُخدم ويُبنى على أسس من العدالة والشراكة والأمل.