قصة ملهمة .. شهامة الكركي أبو رافت الصرايرة مع ابو الياس الحلبي
كتب.م. وائل سامي السماعين
في الأيام الماضية، نشر أحد أبناء أبو الياس الحلبي قصة إنسانية مؤثرة عن رحلة عائلته التي لجأت من سوريا إلى محافظة الكرك عام 2011، وكيف احتضنتهم هذه المدينة بقلوب أهلها قبل جدران بيوتها.
قصة تختصر جوهر الشهامة الأردنية التي لا تعرف حدودًا، وتؤكد أن هذه الأرض الطيبة لم تُسمَّ “مباركة” عبثًا، بل لأن في ربوعها رجالاً ونساءً جبلوا على الكرم والإيثار وحب الغريب.
هي شهادة صادقة على معدنٍ لا يصدأ، وشهامةٍ لا تُفتعل، جسّدها الكركي أبو رافت الصراريرة، الذي كان موقفه مع تلك العائلة اللاجئة مثالاً حيًّا على النخوة الأردنية الأصيلة.
فلا غرابة أن يُطلق على أبناء هذا الوطن اسم “النشامى”؛ فهم عنوان المروءة ووجه البركة في أرضٍ ما زالت تُنبت الخير والإنسانية جيلاً بعد جيل.
والقصة كما رواها احد ابناء ابو الياس الحلبي في موقع Jordanian News:
نزحنا من سوريا عام ٢٠١١ وتمكنا من الوصول لمحافظة الكرك كنت انا اكبر اخواني عمري ١٣ عام ولدي ٤ اخوان اصغر مني . وجدنا بين صغير عند محمد ابو رأفت الصرايرة قام بتإجيرنا البيت وهو الشقه بالاسفل تحت منزله ( تسويه ) لن اتحدث عن موضوع حسن الضيافه والواجب اول ايام هذا شئ مفروغ منه.. ضاقت كل سبل العيش بإبي رحمه الله وكان لا يستطيع تحمل مشقة العمل بسبب عملية القلب المفتوح التي اجراها قبل عام من النزوح …
بيوم من الايام نزل ابو رأفت يجلس مع ابي ووجه لابي سؤال عن مهنته واجابه انه #حلاق وتكلموا كثيرٱ واخبره ابي بوضعه الصحي .وطلب منه ان يدبر له عمل لدى اي صالون حلاقة لكنه اجابه ليش ما تفتح لك انت صالون خاص فاجابه ابي انه لا يملك اي دينار
…فاقترح ابو رأفت انه يملك مخازن بالوسط التجاري احدها فارغ واقترح ان يفتح صالون ويقوم بتضمينه والدي وافق ابي فورٱ ..وفعلٱ نفذ ابو رإفت ذلك ولكن المفاجأه وبعد شهرين من الافتتاح و عند دفع الضمان كان ٢٠٠ دينار شهري ..
والله ان ابو رأفت رفض اخذ الضمان وقال لابي انا لا اريد الا ايجار المخزن والايجار لك انت فقط ٥٠ دينار.. وهو ايجار رمزي جدٱ بالنسبه لايجارات المنطقه.
ما عدة الصالون فاعتبرها هديه مني لك ولاولادك اذهب وابحث عن رزقك ورزق اولادك…..عمل والدي بالصالون ما يقارب السنه والنصف ومن ثم تم قبولنا للهجرة الى المانيا …ذهب والدي الى ابو رأفت لتسليم المخزن والعده ..لكن المفأجاه والله ان ابو رأفت لم يقبل الا ان يقوم والدي باعادة المخزن فارغ اما العده فهي لك ولن اقبل ان تعيد هديتي لي واقسم على ذلك انه وبعد نقاش رفع صوته على والدي وغضب وزعل زعل شديد وقام بمقاطعتنا
ولم يقبل بكل المحاولات وقام والدي ببيع العده واخذ حقها .وهاجرنا منذ ٢٠١٣ وتوفي والدي عام ٢٠١٩ رحمه الله واقسم انه كان يدعو ليل نهار وعلق صورته على جدران احد البيت ..
اتمنى ان يعطينا الزمن نحن ابناء ابو الياس الحلبي فرصه لرد لو جزء بسيط من معروفه ،وسلامي له وللكرك وللصرايرة فردٱ فردٱ ..
هاي قصتنا بالاردن وبالكرك اذا رإيت انها تستحق النشر انشرهها الصورة للمرحوم والدي لكي يعرفه من كان زبون عنده ..