وفاة شابة بريطانية بعد تشخيص خاطئ وإهمال طبي
وكالة الناس – توفيت جورجيا تايلور، البالغة من العمر 24 عامًا، في ظروف مأساوية بعد أن أعادها الأطباء إلى منزلها مرتين مكتفين بمسكنات الألم، عقب عودتها من عطلة في جزيرة زانتي اليونانية.
بدأت الحالة الصحية للشابة البريطانية جورجيا تايلور بالتدهور منذ يونيو/حزيران، حين ظهرت بقع حمراء على أصابعها، فنصحها أفراد عائلتها بنزع خواتمها خوفًا من رد فعل تحسّسي.
وفي يوليو/تموز، تفاقمت الأعراض لتشمل تورمًا في وجهها، خصوصًا حول العينين، مع طفح جلدي امتد إلى ذراعها. راجعت جورجيا طبيبًا عامًا في لندن، حيث شُخّصت حالتها على أنها حساسية، وصُرفت لها أدوية مضادة للهستامين وكريم هيدروكورتيزون.
ورغم العلاج، لم يختفِ التورم، مما اضطرها إلى التوقف عن العمل. وبعد أيام، قصدت قسم الطوارئ إثر شعورها بضيق في التنفس، لكن الأطباء اكتفوا بفحصها سريعًا، ثم أعادوها إلى منزلها مع المزيد من مضادات الهستامين.
في مطلع أغسطس/آب، سافرت جورجيا مع أسرتها إلى اليونان لقضاء عطلة قصيرة. ورغم تحسن مظهرها العام، بدأت تشعر بألم حاد في ساقها اليمنى أثناء صعود أحد التلال.
وقالت والدتها، نيكولا، إن ابنتها بالكاد كانت قادرة على المشي، رغم أن وجهها لم يعد متورمًا. وأضافت أن الصيدلي وصف لها جلّ الإيبوبروفين وبعض المسكنات، التي خففت الألم بعد يومين.
وعقب عودتها إلى المملكة المتحدة، سافرت جورجيا إلى وورسيستر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقائها، لكنها اشتكت في اليوم التالي من ألم شديد في ساقها، فنسّق أحد أفراد العائلة موعدًا عاجلًا لدى أخصائي العلاج الطبيعي.
وفي مساء 20 أغسطس/آب، حضرت جورجيا الموعد، لكنها أرسلت رسالة نصية لوالدتها تطلب منها القدوم بسرعة لأنها تشعر بتوعك شديد وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى.
وقالت نيكولا: “وصلنا إلى هناك، وكل شيء حدث بسرعة كبيرة.”
ووصلت خدمات الطوارئ إلى المكان ونقلت جورجيا إلى مستشفى جامعة ويلز، حيث توفيت في وقت قصير وسط حضور عائلتها. ولم تُعلن السلطات بعد عن السبب الرسمي للوفاة.
صدمة العائلة وحالة إنكار
وصفت والدة جورجيا ووالدها، نيكولا وجون، ما حدث بأنه “مروع” و”ألم لا يُحتمل”، مضيفين: “كان الأمر مفاجئًا للغاية، ما زلنا غير قادرين على استيعاب ما حدث. نستيقظ كل صباح ونسأل أنفسنا: كيف حدث هذا؟ وكيف نعيش من دون ابنتنا الجميلة؟”
وأكدت الأسرة أن جورجيا كانت تتمتع بصحة جيدة ونشاط دائم، ولم تكن تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية، ونادرًا ما كانت تأخذ إجازة من عملها.
قال شقيقها جو، البالغ من العمر 21 عامًا، إن شقيقته كانت شغوفة بالرياضة، وشاركت في “ماراثون لندن” مطلع العام الجاري تخليدًا لذكرى جدهما الراحل، وكانت تحب التزلج والجري. وأضاف أنها “كانت منفتحة على الجميع ولا تصدر أحكامًا على أحد، وكان كل من يعرفها يحبها”.
وأشارت والدتها إلى أن جورجيا كانت “مصدر سعادة دائمة”، وأن ضحكتها كانت “معدية تملأ الأجواء”، كما كانت “محاطة بعدد كبير من الأصدقاء الذين كانت تجمعهم حولها كالمغناطيس”.
شهدت جنازتها، التي أُقيمت في 25 سبتمبر/أيلول، حضور أكثر من 900 شخص، في مشهد مؤثر يعكس حب الناس لها وتقديرهم لشخصيتها الطيبة.
وأعلنت العائلة عن إنشاء صفحة إلكترونية لجمع التبرعات لصالح الأعمال الخيرية تخليدًا لذكراها، استمرارًا لما كانت تؤمن به من مساعدة الآخرين.