عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ساعة ونصف مع الذنيبات… حين يصبح البودكاست درسا في الوطنية

كتب. د. عبدالمهدي القطامين
لم يكن البودكاست الذي أعده إعلام الجامعة الأردنية تحت عنوان “ملهم” مجرد حوارٍ إذاعي عابر، بل كان رحلة في تاريخ وطنٍ صاغه جيلٌ من الأردنيين بالصبر والإخلاص. ساعة وست وثلاثون دقيقة مع معالي الدكتور محمد الذنيبات بدت وكأنها كتاب مفتوح يروي قصة الأردن من الألف إلى الياء.
استعاد الذنيبات ملامح الزمن الجميل، زمن “عشرة زائد واحد”، ذلك الرمز البسيط الذي يلخص فلسفة المجتمع الأردني قديمًا: عشرة الغلة والواحد الزائد نصيب للجائع الذي قد يطرق الباب او لا يطرقه لكن تنبي به الحال في تلك الأيام، لم يكن أحد يمضي جائعًا، لأن روح التكافل كانت القانون غير المكتوب.
لم يتحدث الرجل عن نفسه بقدر ما تحدث عن قيم جيله: السير على الأقدام إلى المدرسة في حر الصيف وبرد الشتاء، الصبر الذي يتعلمه الإنسان من ندرة الموارد، والإيمان بأن الإخلاص في العمل هو أول دروس الوطنية التي يمكن للمرء ان يتعلمها قال بوضوح: “اعمل الصح ولو خالفك الناس كلهم، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح”.
الذنيبات مرّ على محطات حياته كلها، من الجديدة إلى أمريكا، ومن مقاعد الدراسة إلى مواقع المسؤولية، لكنه ظل وفيًّا لمبدأ واحد: أن الطريق السهل في العمل العام هو الشعبية، أما الطريق الصحيح فهو أن تبقى مخلصًا للحقيقة ولو دفعت الثمن.
ذلك الجيل الذي مثّله أبو المعتصم كان جيلًا يقبض على جمر الوطن، لا يساوم على القيم، ويحوّل قسوة الحياة إلى طاقة بناءة وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الجيل الذي انتزع تميزه من رحم المعاناة، ولم يعرف الترف سبيلًا إلى روحه.
في نهاية الحلقة، ترك الذنيبات فينا حنينا إلى زمن الألفة والتكافل، وزرع قناعة بأن الأردن سيبقى الأجمل والأنقى ما دام أبناؤه أوفياء له عملا وعلما
وأنا أردد معه بيت الشعر الخالد:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر