0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ثقافة السلام والمحبة

  بقلم المهندس باسل قس نصر الله

السلامُ هو الهدفُ الأسمى الذي يسعى إليه البشرُ، ويعدُّ أساساً للمجتمعاتِ المتحضرةِ. ولقد حددَ البابا يوحنا بولس الثالث والعشرون عواملَ السلامِ الأساسيةِ في أربعةِ متطلباتٍ للروحِ البشريةِ: الحقيقةِ، العدالةِ، المحبةِ، والسلامِ. هذهِ المبادئُ هي الركيزةُ الأساسيةُ لبناءِ عالمٍ خالٍ من النزاعاتِ، حيثُ يتحققُ السلامُ ويعمُّ الحبُّ بينَ الأفرادِ.

في جميعِ الأديانِ السماويةِ، نجدُ دعوةً قويةً للسلامِ والمحبةِ. لا يوجدُ دينٌ يحثُّ على البغضِ أو التعصبِ. بل الأديانُ تركزُ على المحبةِ والسلامِ والصبرِ. رغمَ ذلكَ، نرى في وقتِنا الحاضرِ ظاهرةً غريبةً، حيثُ سادتْ بعضُ التصرفاتِ الضيقةِ الأفقِ والمتعصبةِ التي كانتْ في الماضيِ على الهامشِ، لكنها أصبحتْ اليومَ في مواقعٍ مؤثرةٍ. هذهِ الظاهرةُ تؤثرُ سلباً على الروحِ الحقيقيةِ للأديانِ، فتبتعدُ عن قيمِ التسامحِ والمحبةِ.

في الحديثِ الشريفِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إنما جعلَ الاستئذانُ من أجلِ النظرِ”، مشيراً إلى أهميةِ الاحترامِ والخصوصيةِ في العلاقاتِ الإنسانيةِ. كما قالَ صلى الله عليه وسلم: “أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم”. هذا الحديثُ يعكسُ أهميةَ السلامِ كوسيلةٍ لتوطيدِ العلاقاتِ وتأسيسِ مودةٍ بينَ الناسِ، حيثُ إنَّ السلامَ ليس مجردَ غيابٍ للحروبِ، بل هو احترامٌ متبادلٌ.

في عالمِنا اليومِ، أصبحنا نعيشُ في مجتمعاتٍ متعددةٍ الثقافاتِ والأديانِ، مما يوجبُ علينا تجاوزَ الحدودِ العرقيةِ والدينيةِ والعملِ على نشرِ قيمِ التسامحِ. إذا أردنا بناءَ عالمٍ أفضلَ، علينا أن نركزَ على الاحترامِ المتبادلِ، لأنَّ الاختلافَ لا يعني العداءَ، بل فرصةً للتعاونِ.

الوقتُ اليومَ يتطلبُ إعادةَ النظرِ في التصرفاتِ المتعصبةِ والعملِ على نشرِ ثقافةِ الحوارِ والمصالحةِ.

السلامُ والمحبةُ هما السبيلُ لتحقيقِ الرفاهيةِ والازدهارِ للبشريةِ جمعاءَ.

اللهم اشهد بأنني بلّغت