احداث السويداء تبطئ عودة السوريين من الاردن لبلادهم
وكالة الناس – كشف تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول عودة اللاجئين السوريين من الدول المستضيفة لهم، أن عدد اللاجئين العائدين من الأردن إلى سورية، انخفض “بشكل ملحوظ” بعد اندلاع أعمال عنف في منطقة السويداء.
وشهدت محافظة السويداء أعمال عنف منتصف تموز (يوليو)، عقب اشتباكات مسلحة بين مقاتلي العشائر البدوية وفصائل من جماعات درزية، بحسب الغد.
وبحسب المفوضيّة في التقرير الأخير، صدر قبل أيام، فإنّ أعمال العنف التي اندلعت في منطقة السويداء أثارت قلقًا بالغًا لدى الأردن التي تشترك بالحدود مع المحافظات السورية الجنوبية الثلاث، بما فيها محافظة السويداء، مشيرة إلى أنّ “الأردن انخرط بنشاط في جهود الوساطة، ما ساعد على الحد من تفاقم الوضع”.
وأكد تقرير المفوضية، انخفاض عدد اللاجئين العائدين إلى سورية على نحو ملحوظ حتى الـ17 تموز (يوليو)، عقب اندلاع أعمال العنف في السويداء؛ إذ أعرب لاجئون في الأردن عن قلقهم إزاء هذه الأحداث وما قد تعنيه لمستقبلهم.
وبحسب التقرير فإنّه وحتى 19 تموز (يوليو)، عاد نحو 120 ألف لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية من الأردن إلى سورية منذ الـ8 من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي.
وانخفض متوسط العدد اليومي للاجئين العائدين خلال الفترة المشمولة بالتقرير إلى نحو 840 لاجئًا يوميًا، مقارنةً بنحو 1200 لاجئ، وفق ما أُبلغ عنه خلال الأسبوع الماضي، برغم استمرار السوريين في السفر من الأردن إلى سورية عن طريق معبر جابر، بما في ذلك لاجئون سوريون قادمون من مصر متجهين إلى سورية عبر الأردن.
وظلت التركيبة السكانية للعائدين إلى سورية، مماثلة لما كانت عليه في الأسابيع السابقة، بحيث شكلت النساء والفتيات نحو 48 % من إجماليهم. وبلغت نسبة الأطفال نحو 43 %، بينما شكل الرجال في سن الخدمة العسكرية بين 18 و40 عامًا نحو 20 % من إجمالي العائدين، ويواصل غالبية اللاجئين العودة من المجتمعات المضيفة في الاردن، بخاصة من مدينتي عمّان وإربد.
وفي الفترة بين 22 و24 تموز (يوليو)، سهّلت المفوضية نقل نحو 530 لاجئًا عائدًا من عمّان وإربد ومخيم الأزرق، وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، طلب نحو 20 % من اللاجئين ممن يعتزمون السفر هذا الأسبوع، تأجيل مغادرتهم جراء الوضع الأمني في سورية.
يأتي هذا في وقت، أفاد فيه التقرير بوجود 94,300 نازح بمحافظة السويداء، و52,500 نازح من السويداء إلى محافظة درعا، و28,300 نازح إلى محافظة ريف دمشق، ليصل إجمالي عدد النازحين المقدر لـ176,000 نازح.
واستجابةً لذلك، وزعت المفوضية مجموعات كاملة من مواد الإغاثة الأساسية على 3,570 نازحًا (604 أسر)، وفي الفترة بين 19 و22 يوليو (تموز)، أرسلت المفوضية 2,500 مجموعة من مواد الإغاثة الأساسية إلى درعا وريف دمشق، و2,000 إلى السويداء.
وحتى 24 تموز (يوليو)، قدّرت أن 719,801 سوري، عبروا الحدود عائدين إلى بلادهم عبر دول مجاورة منذ 8 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، ليصل إجمالي عدد السوريين العائدين منذ بداية العام الماضي لـ1,080,641. كذلك عاد 1,542,418 نازحًا داخليًا لديارهم داخل سورية منذ أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وبحسب المفوضية، فإن 40 % من اللاجئين السوريين في الأردن، أعربوا في استطلاع أجرته بداية العام عن خططهم للعودة في العام نفسه، وبرغم ذلك، استمر لاجئون بالتعبير عن مخاوفهم المستمرة بشأن الأوضاع الأمنية ومحدودية فرص كسب العيش في سورية.
ووفقاً للتحليل فإنّ “ردود الفعل الأولية على التغيير السياسي، كانت قد اتسمت بتفاؤل حذر، إذ أعرب لاجئون عن أملهم بإمكانية العودة لأول مرة منذ أكثر من عقد. ومع بدء تقييمهم للواقع العملي على الأرض، خفت حدة هذا التفاؤل، بما في ذلك ما ساهمت به سلسلة حوادث أمنية كبرى، من تباطؤ ملحوظ في العودة، وقد أدى هذا لعدم القدرة على التنبؤ بالوضع في سورية، وتقلب اتجاهات العودة طوال النصف الأول من العام الحالي.