من قلب غزة: كفى حربًا.. حان وقت السلام وبناء المستقبل
اسامة الاطلسي
في ظلّ استمرار المعاناة اليومية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، يعلو صوت سكان قطاع غزة برسالة واضحة إلى العالم: أوقفوا الحرب وابدأوا العمل من أجل المستقبل. تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة أظهر أن غالبية سكان غزة يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار ويدعون إلى التحول نحو مرحلة إعادة البناء وخلق مستقبل مستقر وآمن.
السكان، الذين أنهكتهم شهور من النزوح والدمار والخوف، يعبرون عن رغبة عميقة في تغيير الواقع القائم، بما في ذلك المطالبة بقيادة جديدة تعبّر عن تطلعات الناس وتركز على احتياجاتهم المعيشية والإنسانية. “نحن نعيش في المجهول، نحتاج إلى من يفكر بنا كبشر، لا كأدوات في صراع لا ينتهي”، قالت إحدى الأمهات في مركز إيواء برفح.
العديد من المواطنين عبّروا عن فقدان الثقة بالقيادات الحالية، متّهمينها بالفشل في تحقيق أي إنجاز حقيقي للشعب. ومع تزايد الحديث عن “اليوم التالي” للحرب، يبرز مطلب واضح بضرورة وضع رؤية سياسية شاملة تضع حدًا لحالة الانقسام وتفتح بابًا نحو مستقبل قائم على المصالحة والشفافية وبناء المؤسسات.
يؤكد مراقبون أن سكان غزة لم يعودوا يطالبون فقط بالمساعدات أو وقف القصف، بل يسعون إلى حياة كريمة ومستقبل من دون خوف، مؤسسين بذلك لمرحلة جديدة يكون فيها صوت المواطن هو المرجعية.
وفي ظل هذا الواقع، يزداد الضغط الدولي من أجل التوصل إلى حلول سياسية مستدامة، إلا أن الغزيين أنفسهم يقولون إن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ بوقف الحرب، يليها حوار وطني صادق، يفتح الطريق نحو الاستقرار وبناء الدولة والمؤسسات على أسس العدالة والمشاركة.
رسالة غزة إلى العالم باتت واضحة: كفى دمارًا، كفى تجاهلًا، آن الأوان أن نعيش بسلام وننظر إلى الأمام.