مكافحة التسول مسؤولية وطنية مشتركة

كتب. محمود المبيضين
تعتبر ظاهرة التسول والتي تنتشر في كافة محافظات الوطن تشكل ظاهرة اجتماعية سلبية ومشينة وآفة خطيرة تشكل عائقاً امام جهود التنميةلما تخلفه من آثار سلبية على السلوك والتوازن الاجتماعي العام.
فهذه الآفة تدرجت لتصبح مهنة منظمة يشغلها أفراد وجماعات ومن أصحاب السوابق وضعاف النفوس والضمائر وخاصة باستغلالهم لبراءة الاطفال من كلا الجنسين لتنفيذ عملياتهم التسولية، متخذين منهم وسيلة استعطاف لرحمة وشفقة قلوب المواطنين،وينجحون ويجنون الاموال الطائلة نظراً لاستجابة المواطنين الذين يتعاطفون معهم ولا يدركون أنهم عصابات ميسورة واغلب افرادها لديه أموال منقولة وغير منقولة تغطي عين الشمس كما يقولون.
ومن هنا أوجه دعوة وطنية لاجتثاث هذه الظاهرة السيئة التي أصبحت تشكل بعداً ومظهراً سيئاً للوطن.
فمكافحة التسول والحد منه يجب أن يكون واجباً وطنياً مشتركاً وخاصة المواطن الشريك الرئيس الذي يستطيع الحد بشكل كبير من هذه الظاهرة بعدم التعاطف نهائياً مع المتسول وتحت أي ظرف.
ان تعاطف المواطنين بالاستجابة لهم ولطرقهم الاحترافية بالتسول يعزز وجودهم واستمرارهم وتكاثرهم ويعزز وجود قياداتهم المنظمة.
وزارة التنمية الاجتماعية صاحبة الاختصاص بكافة مديرياتها وبالتعاون مع الامن العام والمؤسسات المعنية تقوم بحملات منظمة مكثفة لضبط المتسولين وتحويلهم الى القضاء او الى الحاكم الاداري لاتخاذ الاجراء اللازم بحقهم، حيث نتمنى ان تعدل الاحكام لسد بعض الثغرات في العقوبات لتكون رادعة اكثر ، بدل من فرض استبدال السجن بالغرامات وخاصة للمتسول المكرر والمسجل بحقه عدة قيود ، اضافة لتفعيل قرارات الحاكم الاداري بترحيل المتسولين القادمين من محافظاتهم الى محافظات مختارة، ومنع دخولهم مرة أخرى .
مع مراعاة عمل فرق الملاحقة والضبط لا يقتصر على اوقات الدوام الرسمي حيث أن المتسولين ينشطون في الفترات المسائية أكثر وبكافة المواقع الساخنة، كما وان للاعلام دوراً اساسيأ في التوعية والتثقيف للمواطنين من مخاطر هذه الظاهرة والتوعية في المدارس والمعاهد والجامعات بشكل عام.
نحن نثمن دور المجتمع بالتكافل الاجتماعي ودعم الفقراء والمحتاجين ولكن من خلال قنوات مباشرة ومستحقة وايصال المساعدات للاسر الفقيرة والمعوزة بشكل مباشر في منازلهم.
ان مكافحة التسول مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع ولا يجوز التعامل مع هذه الظاهرة بهذا التردد، هناك فرق كبير بين توصيف الفقر والذي تتم معالجته من خلال القنوات الرسمية وبين التسول ومخاطره وابعادة الاجتماعية السلبية الذي يحتاج الي مكافحة حازمه.