في ندوة فكرية في مدينة السلط: “فلسطين بين الأيديولوجيا والتحرر”… دعوات لتحرير الوعي وتجديد الخطاب
وكالة الناس -نظّم منتدى البلقاء الثقافي بالتعاون مع هيئة شباب البلقاء “مبادرون” ندوة فكرية بعنوان “فلسطين بين الأيديولوجيا والتحرر”، وذلك في قاعة الصور في مؤسسة اعمار السلط، بحضور نخب فكرية وثقافية من محافظة البلقاء، ونخبة من الشباب والمهتمين بالشأن السياسي والفكري العربي.
افتُتحت الندوة بكلمة للدكتور محمد عبد الحميد الرمامنة، ميسر الجلسة، الذي أشار إلى أن “الأيديولوجيات بمختلف أطيافها قد اتخذت من القضية الفلسطينية جسرًا لعبور مشاريعها، مما أدى إلى تهميش جوهر القضية وفقدان البوصلة الحقيقية للتحرر”، مؤكدًا أن “التحرر لا يكون بالشعارات والعاطفة وحدها، بل بتبني الوعي النقدي وإعادة بناء الخطاب التحرري على أسس فكرية وإنسانية تستعيد الحق الفلسطيني وتحرر العقل العربي من استلابه”.
من جهته، تحدث الدكتور منذر الحوارات حول البُعد الإعلامي في الصراع، مشيرًا إلى “كيفية توظيف الإعلام في خدمة المشروع الصهيوني وطمس الهوية العربية في فلسطين”، متسائلًا عن ضعف الأداء الإعلامي العربي في تقديم الرواية الفلسطينية للعالم، داعيًا إلى بناء سردية إعلامية ذكية تستند إلى الحقائق وتُخاطب العقل الغربي بلغة يفهمها.
أما معالي الدكتور هايل داوود، وزير الأوقاف الأسبق، فقد قدّم قراءة تاريخية معمقة للصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدًا على “الدور الهاشمي الأصيل في الدفاع عن القضية الفلسطينية، خصوصًا في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي تُجسّد التزامًا تاريخيًا وسياسيًا ثابتًا من الأسرة الهاشمية تجاه القدس وفلسطين”.
وشهدت الندوة مداخلات شبابية وفكرية أكدت على أهمية تجاوز الخطابات الانفعالية، والعمل على بناء مشروع تحرري وطني وعربي يرتكز على الوعي والمراجعة والنقد الذاتي.
وقد اختُتمت الندوة بتوصيات ركّزت على ضرورة تحرير الوعي الفلسطيني من التبعية الأيديولوجية، وتوحيد الخطاب العربي والإسلامي تجاه فلسطين، والعمل على الاستثمار في القوة الناعمة العربية، خصوصًا الإعلام والثقافة، كوسائل فعالة في مواجهة الاحتلال وتثبيت الحق الفلسطيني.