0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

رئيس الوزراء جعفر حسان… حين يذهب القرار إلى الميدان

كتب – الدكتور محمد كريشان

 

منذ تولي دولة الدكتور جعفر حسان رئاسة الوزراء، يشهد الشارع الأردني تحركًا نوعيًا طالما طالب به المواطنون طيلة سنوات مضت، لكنه ظل حبيس التصريحات الرسمية والتقارير الورقية؛ إنها الزيارات الميدانية المتواصلة التي ينفذها رئيس الوزراء بنفسه، حيث يتواجد في مواقع العمل وبين المواطنين، يلامس الواقع كما هو، بعيدًا عن الحواجز الرسمية والمكاتب المكيفة.

في سابقة تعد الأولى من نوعها بهذا الزخم والتواتر، بات الأردنيون يرون رئيس حكومتهم بين الناس، في المستشفيات، والمدارس، والطرقات، والمشاريع التنموية، يتفقد، يسأل، يستمع، ويوجه. هذا التوجه أعاد ثقة فئة واسعة من الشارع بالدور التنفيذي للحكومة، وفتح أبواب الأمل بأن المسؤولية لا تدار من خلف المكاتب فقط، بل من قلب الميدان حيث تتجسد معاناة الناس وتفاصيل حياتهم اليومية.

الفائدة من هذه الزيارات الميدانية تتجلى في عدة مستويات. أولها، كشف الخلل بشكل مباشر بعيدًا عن التقارير الرسمية المنمقة، وثانيها متابعة تنفيذ القرارات الحكومية على أرض الواقع دون وسيط، وثالثها تعزيز روح المسؤولية لدى مسؤولي الميدان الذين أصبحوا أكثر التزامًا وحرصًا بوجود الرئيس بينهم.

ولم تقتصر الزيارات على تفقد الواقع الخدمي فقط، بل شملت ملفات تنموية واقتصادية واجتماعية، بما فيها مناطق نائية كانت مغيبة عن جدول اهتمام الحكومات المتعاقبة. هذه المبادرة لمست حاجات المواطنين ودفعت بتسريع اتخاذ قرارات فورية لتحسين واقع الخدمات، الأمر الذي يترجمه المواطن يومًا بعد يوم على هيئة مشاريع منجزة أو قرارات تصويب حقيقية.

وفي انعكاس مباشر لهذا النهج، بات عدد من المحافظين ومسؤولي الدوائر الحكومية يحذون حذو رئيس الوزراء، حيث ينفذون جولات ميدانية دورية للوقوف على واقع الخدمات والاحتياجات على الأرض. ويبرز في هذا السياق الدور الفاعل لمحافظ العقبة، الذي يحرص باستمرار على تنفيذ زيارات ميدانية شاملة لمختلف مناطق المحافظة، متفقدًا سير العمل في المشاريع الحكومية، ومتابعًا شكاوى المواطنين بصورة مباشرة. هذا الحراك الميداني يعكس رسالة واضحة مفادها أن الإدارة المحلية أصبحت أكثر قربًا من هموم الناس وأكثر التزامًا بنهج الحكومة في الميدان.

إن نهج الدكتور جعفر حسان اليوم يثبت أن القرب من المواطن هو أولى خطوات الإصلاح الحقيقي، وأن مشاكل الدولة لا تُعالج خلف الأبواب المغلقة. فوجود رئيس الوزراء في الميدان أعاد صياغة العلاقة بين الدولة والمواطن، ووجه رسالة واضحة: أن الحكومة جادة في متابعة تفاصيل الحياة اليومية للناس، وأن صوت المواطن يصل إلى أعلى هرم السلطة التنفيذية دون وسيط.

ختامًا، لا بد من التأكيد أن ما يقوم به رئيس الوزراء اليوم ليس عملاً دعائيًا أو موسميًا، بل هو تحول حقيقي في أسلوب الإدارة والحوكمة. خطوة طال انتظارها وأثبتت أن الحلول تبدأ حين يشاهد القائد بعينه ما يعيشه الناس لا ما يُكتب في التقارير.

نأمل أن يستمر هذا النهج، وأن يتحول إلى ثقافة مؤسسية تلتزم بها الحكومات المتعاقبة، حتى تتحقق العدالة في الخدمة والتنمية والاهتمام بكل شبر من هذا الوطن.