طعنة في خاصرة الكلمة…
بقلم أ. علي الزينات
في لحظة صادمة ومخزية، تابعت خلال الفترة الماضية تعرض الصحفي فارس الحباشنة لاعتداء من قبل اشخاص مأجورين لتنفيذ هذا العمل الذي اهتزّت الضمائر الحيّة أمام مشهد لا يليق بوطن يفاخر بحريته وقوانينه، ولا يحمل في طياته سوى الجبن والغدر، وضيق الصدر في مواجهة الكلمة الحرة.
ما حدث لم يكن مجرد مشادة عابرة أو سوء فهم، بل جريمة مكتملة الأركان، نعم جريمة استهدفت إنسانًا اختار أن يكون صوتًا للحقيقة، وأن يحمل قلمه دفاعًا عن الوطن والمواطن. اعتداء كهذا لا يطال فردًا بعينه، بل يطعن في قلب حرية الإعلام، ويهين وجه العدالة، ويبعث برسالة خطيرة مفادها: “اسكتوا… أو واجهوا العنف!”.
الاعتداء على الصحفيين ليس جديدًا في هذا الشرق المتعب، لكنه مرفوض بشكل قاطع في دولة تحترم نفسها ومؤسساتها وقوانينها. إن ترك الجناة بلا حساب ولو ليوم واحد، يعني التساهل مع من يظنون أن تكميم الأفواه أسهل من الرد بالحجة مهما كانت صفتهم أو نفوسهم.
فارس حباشنة لم يكن مسلّحًا إلا بالكلمة، ولا يحمل إلا قلماً، ومع ذلك، اختار المعتدون أن يتعاملوا معه كما يتعامل الجبناء مع الأقوياء بغدر وعنف.
إنّنا اليوم الشعب الاردني عامة أمام اختبار حقيقي للدولة ومؤسساتها، واختبار لمدى التزامنا بحرية التعبير ، وصون الكلمة، واحترام الصحافة كركن من أركان الاستقرار والديمقراطية ، بالإضافة إلى احترام الدولة لحقوق الانسان وصون كرامته .
إنّ الصحفي الحر هو مرآة المجتمع، والاعتداء عليه اعتداء على وعينا، وكرامتنا، ومستقبلنا … وسلامتكوو.