مازن خريسات يكتب ..نداء وطني إلى سفاراتنا الأردنية في الخارج
نداء وطني إلى سفاراتنا الأردنية في الخارج: دعم العقول المتفوقة مسؤولية دبلوماسية ومصلحة وطنية
بقلم: المهندس مازن خريسات
في ظل عالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في مجالات المعرفة والبحث العلمي، تزداد أهمية رعاية العقول الأردنية النابغة المنتشرة في جامعات ومراكز أبحاث عالمية مرموقة. هؤلاء الطلبة المتميزون علميًا لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يجسدون صورة الأردن المشرقة، ويشكلون ركيزة من ركائز مستقبل الوطن.
من هذا المنطلق، نرفع نداءنا إلى سفارات المملكة الأردنية الهاشمية في الخارج، مؤكدين أن متابعة الطلبة الأردنيين المتفوقين علميًا ودعمهم وتمكينهم هو واجب وطني لا يحتمل التأجيل، ومسؤولية دبلوماسية تتطلب تفعيلها بشكل منهجي ومدروس، ضمن رؤية تتكامل فيها الأدوار بين الداخل والخارج.
أولًا، هناك ضرورة لإنشاء قاعدة بيانات حديثة وشاملة ترصد أسماء الطلبة الأردنيين المتميزين علميًا، وتوثق تخصصاتهم وإنجازاتهم البحثية. فالمعرفة الدقيقة بمواقع التميز الأردني حول العالم تشكّل نقطة الانطلاق لأي استراتيجية دعم أو ربط مستقبلي.
ثانيًا، يجب على السفارات تعزيز التواصل المباشر والدوري مع هؤلاء الطلبة، والاستماع إلى احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم، وتقديم التوجيه المناسب والدعم المعنوي والمؤسسي الذي يحتاجونه. فالكلمة الطيبة والرعاية المعنوية قد تُحدث فارقًا حقيقيًا في مسيرة الطالب العلمية والإنسانية.
ثالثًا، من المهم العمل على ربط هؤلاء الطلبة بالمؤسسات العلمية والبحثية في الأردن، وتسهيل سبل التعاون المشترك، بما يحقق فائدة مزدوجة للوطن وللطالب. فالمعارف التي يكتسبها الطلبة في الخارج يجب أن تجد طريقها للتكامل مع مسارات البحث والتطوير داخل البلاد.
رابعًا، يجب تسليط الضوء على إنجازاتهم في التقارير الإعلامية والدبلوماسية، وتقديمهم كنماذج مشرّفة للشباب الأردني في المحافل الدولية، بما يعزز صورة الأردن في الخارج ويفتح أمامهم آفاقًا أوسع للنجاح والاعتراف العالمي.
وأخيرًا، لا بد من تشجيعهم على العودة والمساهمة في بناء الوطن بعد تخرجهم، أو تمثيله بفاعلية من مواقعهم الأكاديمية والمهنية في الخارج. فالعقول التي تهاجر لا يجب أن تُترك للذوبان، بل يجب أن تبقى على صلة حقيقية بوطنها الأم.
السيدات والسادة ممثلي الوطن في الخارج،
إن مسؤوليتكم تتجاوز المهام التقليدية إلى أدوار تنموية فكرية وثقافية. وأنتم، بحكم مواقعكم، الأقدر على احتضان هذه العقول، والاستثمار في قدراتها، بما يعكس روح الدولة الأردنية واهتمامها بأبنائها أينما كانوا.
فلنصغِ جيدًا لهؤلاء الشباب. لنمد لهم يد العون، فهم الأمل والثروة التي لا تنضب. إن الاستثمار فيهم هو استثمار في مستقبل أردني مزدهر، يليق بتاريخنا وتضحياتنا، ويرتقي إلى مستوى طموحاتنا الوطنية.