0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الأردن… وطن العز والثبات في وجه الرياح العاتية

 كتب. مأمون الخوالدة

 

 

في ظل ما يشهده العالم والمنطقة من أحداث متسارعة ومحاولات البعض الاصطياد في الماء العكر، لا بد أن نقف اليوم وقفة صدق واعتزاز مع الأردن، قيادةً وشعبًا، مؤكدين أن هذا الوطن لم يكن يومًا ضعيفًا أو تابعًا، بل كان وما يزال صخرة صلبة تتحطم عليها أطماع المتربصين وموجات التضليل الإعلامي والسياسي.

الأردن ليس دولة طارئة على خريطة الجغرافيا ولا كيانًا مستجدًا على صفحات التاريخ. هو وطن ضارب بجذوره في عمق الحضارة، كيان تأسس على القيم والمبادئ، وارتكز إلى شرعية تاريخية ودينية متمثلة في القيادة الهاشمية التي كانت دائمًا عنوانًا للحكمة والاعتدال والسيادة. هذا البلد، الذي قد يبدو صغيرًا في مساحته، كبير بمواقفه، وقف دومًا في الصفوف الأمامية دفاعًا عن قضايا الأمة، لم يساوم على حق، ولم يبع قراره، بل كان صوت العقل في زمن اشتدت فيه الأزمات وتعددت فيه الأجندات.

ومن يحاول أن يشوه صورة الأردن أو يسيء إليه أو يستغل الأزمات لصناعة ترند زائف، فإنه لن يفلح. فالأردن أقوى من أن تهزه كلمات غوغائية أو حملات مشبوهة. ومن يندفع للدفاع عن الأردن بطريقة خاطئة أو ينجرّ خلف العاطفة دون وعي، فهو أيضًا لا يخدم الوطن، بل يسيء إليه دون قصد. فالحق يُقال بالعقل والحكمة، لا بالصراخ والانفعال.

لطالما شكّلت القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، صمام أمان هذا الوطن. بحكمة وثبات واقتدار، قاد الأردن في أحلك الظروف، ونجح في الحفاظ على أمنه واستقراره في محيط يعج بالتحديات والاضطرابات. لم تكن المهمة سهلة، لكن الثقة بالله أولًا، وبوعي الشعب ثانيًا، وبحنكة القيادة ثالثًا، كانت كفيلة بأن تبقي الأردن شامخًا، واقفًا لا ينحني.

الأردنيون بطبعهم لا يساومون على وطنهم، ولا يرضون إلا بالعزة والكرامة. يعرفون متى يتحدثون ومتى يصمتون ومتى يكون الموقف أبلغ من أي خطاب. وهم اليوم كما كانوا دومًا، على قلب رجل واحد خلف قيادتهم، لا تهزهم شائعة ولا تغيّرهم حملة مسيّسة.

الأردن سيبقى، كما كان، وطنًا عزيزًا قويًا لا ينكسر. يستمد صلابته من الإيمان، ومن وحدته الوطنية، ومن حكمة قيادته، ومن تاريخه العريق. الرد الحقيقي على محاولات التشويش والتشويه يكون بالثبات على المبدأ، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية، وبالتمسك بقيمنا وهويتنا.

عاش الأردن حرًا أبيًا، وعاش شعبه وقيادته، وليعلم كل من يحاول المساس بهذا الوطن أن الأردن ليس بحاجة إلى من يمد له يد الدعم المزيف، فهو قادر بفضل الله أن يبقى شامخًا مرفوع الرأس في وجه كل التحديات.