بحث سبل تعزيز أمن الطاقة الوطني ومشاريع الغاز في العقبة
وكالة الناس- مأمون الخوالدة – استقبل رئيس مجلس المفوضين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز، وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، يرافقه فريق فني مختص من الوزارة، وذلك في اجتماع موسّع عُقد في العقبة لبحث آخر المستجدات المتعلقة بمشاريع الطاقة الاستراتيجية، وعلى رأسها مشروع ميناء الشيخ صباح ووحدة التغييز، وتطوير البنية التحتية لتأمين الغاز الطبيعي في منطقة الصناعات الجنوبية.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية هذه المشاريع في دعم منظومة الطاقة الوطنية، وتحقيق أمن التزود بالغاز الطبيعي، بما يسهم في تعزيز تنافسية القطاع الصناعي الأردني، ويواكب تطلعات المملكة في التوسع في استخدام مصادر طاقة نظيفة وفعّالة.
تناول الاجتماع مستجدات العمل في مشروع *ميناء الشيخ صباح ووحدة التغييز*، الذي يعد من المشاريع الحيوية لتوفير الغاز الطبيعي المسال للصناعات في منطقة العقبة، وخصوصًا في المنطقة الجنوبية الصناعية. وقدّم مهندس المشروع عرضًا فنيًا شاملًا حول آليات التنفيذ، وخطة إيصال الغاز الطبيعي إلى المنشآت الصناعية، بما يعزز الاعتماد على مصادر طاقة ذات كلفة أقل وأكثر استدامة.
كما ناقش الطرفان مشروع *الناقل الوطني*، أحد أهم المشاريع المائية في المملكة، والذي يعتمد بشكل أساسي على الغاز الطبيعي لتشغيل وحدات الضخ وتحلية المياه من خليج العقبة. وشدد المجتمعون على ضرورة تسريع تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي، لما له من أهمية في تأمين مصادر المياه، وتحقيق الأمن المائي، ودعم التنمية في مختلف مناطق المملكة.
في السياق ذاته، تم استعراض خطط التعاون المشترك في تطوير *ميناء السوائل المتعدد الاستخدامات*، بما يرفع من كفاءة استقبال وتخزين وتوزيع مختلف أنواع السوائل، بما فيها المشتقات النفطية والغاز المسال، ويخدم الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد الوطني في الحاضر والمستقبل.
وأكد الجانبان أهمية *بناء مرافق حديثة ومتكاملة* لاستقبال واردات الغاز والمشتقات النفطية، بما يعزز من قدرة المملكة على تخزين كميات كافية لتلبية الطلب المحلي في الظروف الطبيعية والاستثنائية، ويعزز من سياسة *المخزون الاستراتيجي* الذي تتبناه الحكومة لضمان استمرارية الإمداد في حالات الطوارئ.
وفي هذا الإطار، تم التأكيد على أن المخزون الاستراتيجي يُعد أداة رئيسية ضمن منظومة الأمن الوطني للطاقة، ويوفر غطاءً مهمًا لضمان توافر كميات كافية من المشتقات النفطية والغاز المسال في جميع الأوقات.
وبحث المجتمعون كذلك *التوسع في استخدام الغاز الطبيعي* في الصناعات الأردنية، الذي يشكل حاليًا نحو 22% من إجمالي استهلاك الطاقة في القطاع الصناعي، مما يُسهم في خفض كلف الإنتاج وتعزيز قدرة الصناعات الوطنية على التصدير والمنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
كما تمت الإشارة إلى أهمية إدخال *الهيدروجين الأخضر* في مزيج الطاقة الأردني، لا سيما في الصناعات الثقيلة والنقل، وقطاعات إنتاج الأمونيا وتكرير النفط، باعتباره من المصادر المستقبلية الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الترجمة العملية للاستراتيجية الوطنية التي وضعتها الحكومة بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، للوفاء بالتزاماتها تجاه المستثمرين، وضمان توفير الطاقة اللازمة للمشاريع الاستثمارية العملاقة، بدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على ضرورة استمرار التنسيق بين الجهات المعنية، وتسريع الخطى في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تمثل ركيزة أساسية في مستقبل الطاقة الأردنية وتحقيق التنمية الشاملة في العقبة والمملكة بشكل عام.