0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

في اليوم العالمي لحرية الصحافة: حين يصبح ناقل الخبر هو الخبر

وكالة الناس- كتب مأمون الخوالدة – يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار كل عام، لا ليُذكّر فقط بأهمية حرية التعبير ودور الصحافة في بناء المجتمعات، بل ليضعنا وجهًا لوجه أمام الثمن الباهظ الذي يدفعه الصحفيون حول العالم لقاء تمسكهم بالحقيقة.

في هذا اليوم، نرفع سلامًا واجبًا لأرواح شهداء الصحافة، أولئك الذين سقطوا وهم يحملون الكاميرا أو القلم، من ساحات الحروب إلى الميادين الشعبية، من بين ركام البيوت المهدّمة إلى قاعات المحاكم، كانوا عيون الناس وآذانهم، فنقلوا الخبر بصدق، حتى صاروا هم الخبر.

ولا تكتمل هذه الوقفة دون تحية لكل صحفي ومصوّر معتقل خلف القضبان، أولئك الذين ضيّقت عليهم السجون حين وسّعوا للناس أفق الحقيقة. يقبعون اليوم في الزنازين، لا لذنبٍ ارتكبوه، بل لأنهم قالوا ما يجب أن يُقال، ورفضوا الصمت في زمن تكميم الأفواه.

حرية الصحافة ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، بل هي شريان حيّ لا غنى عنه لأي مجتمع حر. فمن دونها، تغيب الرقابة، وتنتشر الرواية الواحدة، وتُقمع الأصوات المخالفة. والصحافة الحرة هي التي تخلق الوعي، تفضح الفساد، وتنحاز للمظلوم، وتُحرّك الرأي العام نحو التغيير.

في هذا اليوم، نُجدد العهد مع الكلمة الصادقة، ومع الصورة التي لا تكذب، ونحيّي كل من اختار أن يكون شاهدًا أمينًا في زمن باتت فيه الحقيقة عُملة نادرة. تحية لكل صحفي لا يزال يؤمن بدوره، رغم الصعوبات والتهديدات، وتحية لمن كرّس حياته ليكون صوتًا للناس، لا صدى للسلطة.