0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

القاهر فوق عباده

كتب .ابراهيم القعير 

قال الغزالي: اعلم أن الموت هائل, وخطره عظيم, وغفلة الناس عنه لقلة فكرهم فيه و ذكرهم فيه٠ اعلم أن المنهك في الدنيا، المكب على غرورها، المحب لشهواتها، يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره، وإذا ذُكر به كرهه.

وان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم .

قال شكسبير عن الموت : الجبناء يموتون أكثر من مرة قبل أن يلقوا حتفهم. أما الشجاع فلا يذوق الموت إلا مرة واحدة.

هذا دليل على هوان من أهان نفسه في الدنيا واذلها.

والعملاء والخونة كذلك كما قال شكسبير. و ذكرهم الله عز وجل في محكم تنزيله  القران الكريم. وما ينتظرهم يوم الحساب أما الجنة أو النار لابثين فيها احقابا. الحمد لله القاهر فوق عباده الذي بالموت أذل الجبابرة. والموت كسر ظهور الاكاسرة. وقصر به إعمار واحلام القياصرة.

وارد بهم إلى الحفر  و جلبهم من القصور إلى القبور مع جميع خلقه. ومن ضياء المنازل إلى ظلمة اللحود. ومن التنعم بالوان الطعام والشراب إلى ألوان التراب. ومن آنسة العشرة إلى وحشة الوحدة. ومن المضجع الناعم الرقيق إلى  التراب و الطوب. ومن مداعبة الجواري و الغلمان  إلى صراع الديدان .

وترك خلفه السيارات و القصور الفارهة والحدائق والأشجار و صحبه كما يظن. ولن ينفعه أحد إلا عمل صالح وابن صالح يدعوا له أو علم ينتفع به. والجدير بمن الموت مصرعه والتراب مضجعه والدود انيسه و منكر ونكير جليسه. و القبر مقره وباطن الأرض مستقره و القيامة موعده والجنة أو النار مورده. أن لا يكون له فكر الا لقاء الله بعمل صالحة يرضيه وفي طاعته والاستعداد والتدبير للقائه. والنجاة من عذابه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”  الكيس من دان نفسه وعمل إلى ما بعد الموت”.