عمرو خالد: شغلك عند ربنا سعادة الدنيا والآخرة.. تعرف على الطريقة – فيديو

وكالة الناس -قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن أفضل العمل في الدنيا هو أن يكون لدى الله سبحانه وتعالى، وليس شرطًا أن يكون عملاً كبيرًا، أو يتطلب التفرغ الكامل، بل يكفيك أن تفعل شيئًا ولو صغيرًا تأخذ بيد الناس للإيمان والهداية والصلاح.

وحدد خالد في الحلقة الثالثة والعشرين من برنامجه الرمضاني “نبي الإحسان”، سبع قواعد للعمل لدى الخالق جل علاه، لو توافر فيك اثنتان أو ثلاث منها فأنت مؤهل لهذه الوظيفة الرفيعة، التي ستتدرج فيها حتى يرفعك أعلى وأعلى، مستلهمًا هذه القواعد من قصص الصحابة الذين عملوا لدى ربنا.

القاعده الأولى: ابحث عن شيء ناقص تٌحسَّن به حال المسلمين ولو بنسبة 1 بالمائة فقط ونفذها على الفور، مثل رعاية الأيتام، إطعام الطعام، تعليم الأطفال.

تميم الداري لم يكن من كبار الصحابة، لكنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من سنَّ سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ليوم القيامة”، وعندما كان في رحلة إلى الشام حمل معه إلى المدينة قناديل وزيتًا ومقطًا، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط وهو بضم الميم وسكون القاف وهو الحبل وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتل، فلما غربت الشمس أسرجها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر، فقال: من فعل هذا؟ قالوا تميم يا رسول الله، قال: نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة.

القاعدة الثانية: وظف مهاراتك لخدمة الإسلام والمسلمين
عثمان بن عفان كان معروفُا عنه مهاراته في التجارة، وكان ثريًا وظف أمواله لخدمة الاسلام، ولما قدِم المهاجرون المدينة المنورة لم يستسيغوا ماءها، وكان بئر رومة من أعذب مياه الآبار في المدينة، وكان مملوكًا ليهودي، كانوا يشترون الماء منهم، فأرهقهم ذلك، ليحث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على شراء البئر وجعله صدقة للمسلمين، ووعد على ذلك بعين في الجنة، فاشتراها رضي الله عنه وجعلها وقْفًا للمسلمين.

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقل خيمة رفيدة للروضة بعد غزوة الخندق، فقد كانت أول طبيبة وممرضة وصاحبة مستشفى متنقل في الإسلام، وخرجت في كل الغزوات لعلاج الجرحى، وعرف مستشفاها المتنقل باسم “خيمة رُفيدة”.

القاعدة الثالثة: الغيرة
أن يكون لديك غيرة كبيرة بأن تفعل شيئًا لأجل ربنا، وقد كان شعار المسلمين في غزوة أحد: “دينك دينك لحمك دمك”.
وعندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبنى المسجد، لم يكن شرع الأذان وقتذاك، فاقترح بعض الصحابة أن يجعل بوقًا كبوق يهود الذين يدعون به لصلاتهم، لكنه كرهه، وشوار بعض الصحابة باستعمال الناقوس وهو ما يستعمله النصارى فكرهه الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا.
وعندما عاد عبد الله بن زيد إلى المنزل نام فرأى الأذان بصيغته الحالية، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله، إنه طاف بي هذه الليلة طائف: مر بي رجل عليه ثوبان أخضران، يحمل ناقوسًا في يده، فقلت له: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: قلت: وما هو ؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

القاعدة الرابعة: كن متواجدًا دائمًا وسط الناس وأنت تعمل لدى ربنا
إذا كنت تريد أن تعمل لدى ربنا، كن متواجدًا دائمًا وسط الناس حتى يراك من يريد أن يفعل الخير. أبو هريرة أكثر رواة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم في السنة السادسة من الهجرة، لازم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر آربع سنوات من عمره، وعندما مات روى خمسة آلاف حديث، عبد الله بن عمر بن الخطاب ثاني أكثر رواة الحديث (2600 حديث)، ظل لمدة 22 سنة ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، والثالث هو أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم (2100 حديث)، تليه السيدة عائشة (2000 حديث).

عبدالله بن أم مكتوم في معركة اليرموك، صاحب الهمة العالية الذي أنزل الله عذره من فوق سبع سماوات، ولم يعجز أن يجد له دورًا يتناسب مع قدراته لينصر دين الله جل وعلا.
فكان يغزو ويقول: ادفعوا لي اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر وأقيموني بين الصفين. وفي معركة القادسية شارك وحمل الراية ولم يفر حتى استشهد وهو يحمل الراية.

القاعدة الخامسة: كن مبادرًا
عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، كان الأنصار يتسابقون على استضافته، فطلب منهم أن يتركوا ناقته القصواء، قائلاً لهم: دعوها فإنها مأمورة، إلى أن وقفت عند بيوت أخواله بني النجار، فأخذوا يتجاذبون فيما بينهم من أجل نيل هذا الشرف، حتى قام أبو أيوب الأنصاري بحمل متاعه ووضعه في بيته، فقال النبي: “الرجل حيث متاعه”، فهو ساعد النبي أنه يتخلص من حرج أين يقيم؟
وبعد سنين يسمع النبي في المسجد يقول: لتفتحن القسطنطينية (اسطنبول) فنعم الجيش جيشهم ونعم الأمير أميرها، ولما مات النبي وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب، كان أبو أيوب في عمر السبعين، وحرّك معاوية بن أبي سفيان أول جيش، وحينها قال أبو أيوب: أعطوني الراية حتى يصل إلى القسطنطينية، وهناك أصابه سهم تحت سور القسطنطينية، ودفن هناك، وبعد 600 سنة عندما فتحت القسطنطينية بقى قبره داخل اسطنبول.

القاعدة السادسة: لا تكن أنانيًا
لا تذهب إلى الله وحدك، خذ بيد صديق أو قريب معك، وليس شرطًا أن تكون داعية، فمن علم مسألة فهو عالم بها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “بلغوا عني ولو آية”.

وقمة الإحسان إنك تدعو إلى الله، “ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين”، وفي أول أسبوع من إسلام أبي بكر الصديق أسلم على يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة.
أم سليم، أم أنس بن مالك مات زوجها في الشام، فجاء أبو طلحة إليها سليم يطلب منها الزواج، فقالت: يا أبا طلحة! ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك!، وإني لا أريد منك صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره. فقال أبو طلحة: فمن لي بذلك، قالت: لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، فلما رآه قال: جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك.
قال ثابت البناني أحد رواة القصة عن أنس -: فما بلغنا أن مهرًا كان أعظم منه أنها رضيت الإسلام مهرًا.

القاعدة السابعة: شارك في بناء مشروع دعوي أو خيري كبير
مشروع الإحسان هو مشروع روحي فكري عملي أسسته عام 2018، یھدف إلى إحیاء “الإحسان” الذي هو روح الدين الإسلامي والأصل الثالث في الدین مع الإیمان والإسلام، یقدم منھجًا تربویًا متفردًا یجمع بین بناء المعاني الروحیة الصافية وامتلاك صفات النجاح المستمدة من علم النفس الإیجابي، لبناء شخصیة متكاملة تتقن العیش بإحسان في جمیع جوانب حیاتھا.

شاهد الحلقة:
https://www.youtube.com/watch?v=is_w18cH_nI