0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الرؤية الاستراتيجية التي يقدمها فخامة دولة الدكتور عادل عبد المهدي..

الرؤية الاستراتيجية التي يقدمها فخامة دولة الدكتور عادل عبد المهدي حول الوطن العربي والاسلامي
قراءة في “مآلات الصراع مع الصهيونية”

 

كتب. أ.د. حسن الدعجه

استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال
مستشار معهد الحزام والطريق
عضو المجلس العالمي لعلماء الدراسات الصينية

الرؤية الاستراتيجية التي يقدمها فخامة دولة الدكتور عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقية الأسبق ورئيس وزراء العراق الأسبق، تعكس فهماً عميقاً للتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وإدراكاً استثنائياً لمتغيرات النظام الدولي. لقد استطاع الدكتور عادل، من خلال تحليلاته ورؤاه، أن يقدم قراءة دقيقة ومتكاملة للتحديات الإقليمية والدولية، واضعاً أطرًا استراتيجية يمكن أن تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للهيمنة والتحديات المفروضة على المنطقة.
تميزت رؤيته بالتركيز على أهمية بناء شراكات استراتيجية، ودعم القضايا المصيرية للأمة، خاصة القضية الفلسطينية، بما يعزز من مكانة المنطقة على الساحة الدولية. إسهاماته الفكرية والسياسية تمثل نموذجاً يحتذى به في تقديم طروحات مدروسة قائمة على الوقائع والحقائق، مما يجعلها مرجعاً مهماً لكل الباحثين والمهتمين بالشأن الإقليمي والدولي. الرؤية الفكرية فهو لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يقدم حقائق وأرقام تعزز مصداقية الطرح، ويؤكد على أهمية الوحدة والعمل الجماعي بين الشعوب والأنظمة. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الكاتب قدرة استثنائية على التوازن في الطرح، من خلال تسليط الضوء على الفرص والتحديات معًا، مما يجعل الرؤية الفكرية مرجعًا غنيًا لأي قارئ أو باحث يسعى لفهم أعمق للصراع مع الصهيونية وأبعاده الإستراتيجية.يمكن ملاحظة عدة عناصر إيجابية بارزة في هذا العمل:
أولاً: العمق التاريخي والتحليلي
تظهر الرؤية الفكرية براعة الكاتب في ربط الأحداث التاريخية بالواقع المعاصر، مع قراءة استراتيجية تستشرف التحولات المستقبلية بوضوح. يعرض الكاتب التطورات التاريخية بشكل متسلسل بدءًا من الحقبة الاستعمارية الأوروبية، التي مهدت لظهور الكيان الصهيوني كجزء من نظام الهيمنة العالمي، إلى المشهد الحالي الذي يشهد تغييرات جذرية في ميزان القوى الدولية. يتميز التحليل بالتوازن والدقة، حيث لا يقتصر على السرد التاريخي، بل يدمج بين السياق التاريخي والواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعاصر.
هذه المنهجية تضفي على الرؤية الفكرية صفة العمل الأكاديمي الرصين، خاصة مع اعتماده على بيانات موثوقة وأرقام تعزز من الحجج المطروحة، مما يجعله مرجعًا غنيًا لكل من يسعى لفهم شامل وعميق لجذور الصراع وأبعاده الحالية والمستقبلية.
ثانيًا: وضوح الرؤية والمقاربة التحليلية
تتسم الرؤية الفكرية بوضوح الرؤية في صياغة المواقف وتحليل الأوضاع، حيث يقدم الكاتب ثلاث حقائق أساسية تشكل الركائز لفهم الصراع مع الصهيونية. الحقيقة العالمية تسلط الضوء على نظام الهيمنة الذي يدمج الصهيونية في بنيته كأداة استعمارية مهيمنة، بينما تركز الحقيقة الإقليمية على معادلات القوى والصراعات الوطنية والإقليمية التي تشكل مشهد المواجهة المباشرة. أما الحقيقة الوطنية، فتستعرض العلاقة المعقدة بين الأنظمة والشعوب في مواجهة التحديات المتعلقة بقضايا التحرر والاستقلال.
هذه المقاربة التحليلية الدقيقة تُبنى على فهم متكامل للأحداث وعلاقتها بالسياقات الأوسع، مما يتيح للقراء نظرة شاملة على أبعاد الصراع المختلفة. التزام الكاتب بالطرح المنهجي والمتسلسل الذي يجعل الرؤية الفكرية أداة تحليلية فعّالة تساعد في استيعاب التعقيدات المحيطة بالقضية.
ثالثًا: التوازن في الطرح
تتناول الرؤية الفكرية بأسلوب مميز ومتكامل سياقات تاريخية واستراتيجية للصراع مع الصهيونية، وهو ما يعكس عمق رؤية الكاتب وفهمه الواسع للتحولات العالمية والإقليمية. تتميز الرؤية الفكرية بالتوازن في الطرح بين البعدين التاريخي والاستراتيجي، حيث يقدم نظرة شاملة تتناول جذور الصراع وأبعاده الممتدة حتى اليوم. تجمع الرؤية الفكرية بين التحليل العميق للأحداث وتقديم حقائق موضوعية لا غنى عنها لفهم طبيعة الصراع المستمر، مما يمنحه مصداقية عالية ويجعل القارئ يدرك تعقيد المشهد بأبعاده المختلفة.
يمكن ملاحظة عدة عناصر إيجابية بارزة في هذا العمل: دقة الطرح، حيادية التحليل، وابتعاده عن الأحكام المسبقة، بالإضافة إلى اعتماده على أسلوب سردي يجمع بين الإقناع والعاطفة، مما يعزز من قدرة الرؤية الفكرية على التأثير. كما يبرز اهتمام الكاتب بتقديم صورة متوازنة تُظهر جميع الأطراف واللاعبين في الصراع، مما يمنح القارئ فهماً أشمل للحقائق والتوجهات الاستراتيجية.
رابعاً: تسليط الضوء على دور الشعوب والأنظمة
واحدة من أبرز نقاط القوة في الرؤية الفكرية هي تسليطه الضوء على دور الشعوب كخزان للأمل والإرادة، حيث يشير بوضوح إلى أن الشعوب تمتلك القدرة على التأثير وتحقيق التغيير إذا ما توفرت لها القيادة الملهمة والرؤية الواضحة. تبرز الرؤية الفكرية أيضاً أهمية الأنظمة السياسية ودورها المحوري في إدارة الصراعات، مع تأكيد أن هذه الأنظمة، رغم ما تواجهه من قيود وضغوط داخلية وخارجية، يمكنها أن تتحول إلى أداة للتحرر والنهوض الوطني إذا تبنت قرارات جريئة تستند إلى المصالح الوطنية العليا. الكاتب يدمج ببراعة بين التفاؤل الواقعي والوعي بالتحديات، مما يعكس فهمه العميق للعلاقة الديناميكية بين الشعوب والأنظمة، وقدرتهما المشتركة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.

خامساً: الحجة المدعمة بالأرقام والحقائق
فالرؤية الفكرية تزخر بالبيانات والإحصائيات التي تدعم الأطروحات المطروحة، مما يمنحه مصداقية علمية ويجعله أكثر إقناعاً للقارئ. على سبيل المثال، تتناول الرؤية الفكرية تراجع نظام الهيمنة العالمي من خلال استعراض أرقام الاقتصاد الأمريكي، كالإشارة إلى ارتفاع الديون العامة أو انخفاض معدل النمو مقارنة بغيره من الاقتصادات الناشئة. كما يعزز الكاتب حججه باستشهادات دقيقة بميزان القوى الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، مسلطاً الضوء على تفوق الصين في بعض المؤشرات مثل الصادرات العالمية أو التوسع في الاستثمارات الخارجية. هذا النهج يعكس عمق التحليل الذي يعتمد على حقائق ملموسة، وتضع القارئ أمام صورة واضحة عن التحولات الجارية. استخدام الأرقام والإحصائيات تجعل الرؤية الفكرية ليس فقط طرحاً فكرياً، بل دراسة تحليلية رصينة تقدم مخرجات مدعومة بمعطيات دقيقة وقابلة للتحقق.
سادساً: استشراف المستقبل
من أبرز ما يميز الرؤية الفكرية هو قدرة كاتبها على استشراف المستقبل بشكل مدروس ومنهجي، مما يضفي عليه بعداً استراتيجياً يعزز من قيمته التحليلية. يشير الكاتب بوضوح إلى صعود قوى عالمية جديدة، مثل مجموعة بريكس، وتنامي دورها في إعادة تشكيل النظام العالمي، حيث تساهم هذه التحولات في تقليص هيمنة القوى التقليدية وتحدي مواقفها الاستراتيجية، بما في ذلك دعمها للكيان الصهيوني. وتربط الرؤية الفكرية بين هذه المتغيرات العالمية وتأثيرها المباشر على وضع الكيان، موضحاً كيف أن إعادة توزيع القوة قد تضعف الدعم السياسي والاقتصادي الذي يعوّل عليه. هذه الرؤية المستقبلية الدقيقة لا تقتصر على تحليل الاتجاهات القائمة فحسب، بل تقدم تصوراً عملياً لكيفية تفاعل الأطراف المختلفة مع هذه التحولات، مما يجعل الرؤية الفكرية أداة فكرية مهمة لفهم التطورات المحتملة واستغلالها لصالح القضايا الإقليمية.
سابعاً: الرسالة الأخلاقية والسياسية
تقدم الرؤية الفكرية رسالة عميقة ومؤثرة تتمحور حول أهمية الوحدة والتماسك في مواجهة التحديات المشتركة. يضع الكاتب مفهوم “وحدة الساحات” كإطار شامل للصراع، مؤكداً أن تحقيق الأهداف الكبرى يتطلب تكاتف الجهود بين الشعوب والأنظمة. تشدد الرؤية الفكرية على أن هذه الوحدة ليست خياراً، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة الهيمنة والصهيونية التي تعتمد على استغلال الانقسامات لتحقيق مصالحها. الرسالة تعكس إيماناً راسخاً بقدرة الشعوب على إحداث التغيير عندما تتوفر الإرادة والوعي الجماعي، مع تأكيد على دور الأنظمة في تبني سياسات تدعم هذا التوجه. هذا الطرح الأخلاقي والسياسي يبرز التزام الكاتب بقيم العدالة والكرامة، مقدماً رؤية تلهم القارئ بأهمية العمل الجماعي والتضامن في مواجهة التحديات لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر عدلاً.
إيجابية البناء اللغوي والأسلوبي
من الناحية الأدبية، تتميز الرؤية الفكرية بلغة قوية ومباشرة تخاطب العقول والقلوب بآنٍ واحد، مما يمنحه تأثيراً عميقاً على القارئ. يجمع الكاتب ببراعة بين التحليل العقلاني والأسلوب العاطفي، حيث يوازن بين تقديم الحقائق بأسلوب منطقي وتحفيز المشاعر من خلال نداءات ملهمة حول الأمل والصمود. هذه الإيجابية في البناء اللغوي والأسلوبي التي تجعل الرؤية الفكرية ليس مجرد تحليل أكاديمي، بل تجربة فكرية وإنسانية تعزز من ارتباط القارئ بمحتواه.
الفكرة الرئيسية للنص تستحق الثناء لأنها تقدم قراءة شاملة ومتعددة الأبعاد للصراع مع الصهيونية، متجاوزة السرديات التقليدية التي غالباً ما تُختزل في أطر ضيقة. حيث تعكس رؤية تحليلية عميقة تأخذ بعين الاعتبار السياقات التاريخية، الاقتصادية، والسياسية للصراع، مما يساهم في تسليط الضوء على الجوانب المعقدة والديناميكية التي غالباً ما تُغفل في التحليلات السطحية.
أما الكاتب، فقد أثبت امتلاكه لفهم دقيق وتحليل موضوعي مدعوم بالحقائق والإحصائيات، مما يعكس خبرة استثنائية ووعياً متقدماً بقضايا المنطقة والعالم. لذلك، يمكن اعتبار الرؤية الفكرية مساهمة قيمة للعلماء والباحثين والمختصين والمهتمين بالقضية الفلسطينية والصراع مع العربي مع الكيان الصهيوني، حيث يقدم دعوة ملهمة للتفكير والعمل، ويستحق أن يُعتمد كمرجع أكاديمي وثقافي مستقبلي.
في هذا السياق، نتوجه بالشكر والتقدير لفخامة دولة الدكتور عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقية الأسبق ورئيس وزراء العراق الأسبق، على دعمه الثابت للقضايا العربية والإسلامية، وجهوده المميزة في تقديم رؤية استراتيجية تسهم في تعزيز الوعي بالقضايا المصيرية للأمة. لقد كان لفخامته دور بارز في طرح أفكار جريئة تستشرف المستقبل وتضع الأسس لتعزيز التعاون الإقليمي والتكاتف في مواجهة التحديات المشتركة.
ما يميز الرؤية الاستراتيجية التي يقدمها الدكتور عادل عبد المهدي هو استنادها إلى فهم عميق للتاريخ والجغرافيا السياسية، وربطها بمتغيرات الواقع الدولي، مما يمنحها مصداقية وتأثيراً واسعاً. هذه الرؤية لا تقتصر على التنظير، بل تمثل دعوة عملية للتخطيط والعمل المنهجي لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية.
إن الإشادة بالرؤية الفكرية لا ياتي من فراغ ولكن من ضرورة ملحة للوطن العربي والاسلامي ، لاعادة التفكير في النهج الحالي ، وبناء نهج يعتمد ويرتكز على المصلحة العربية الاسلامية، ويُبرز الحاجة إلى المزيد من العقول المفكرة والقيادات الرشيدة التي تتبنى استراتيجيات مماثلة لمواجهة الهيمنة والتحديات الراهنة.