قرية الرميمين جميلة الجميلات
كتب. م.عبد الهادي الحوامدة
مواطن اردني من أحد شعاب هذا البلد الصامد
تبني حكومات الدول المتقدمه السجون لتنفيذ عقوبات قانونية مقابل اعمال جرمية خارجه عن القانون قام بها بعض الأفراد بحق المجتمع الذي يعيشون فيه .. تلك السجون تكون بمثابة مكان يفصل هؤلاء المجرمين عن المجتمعات التي يعيشون فيها وعن الناس لكي لا يؤثروا سلبا فيهم .
وتسعى تلك الحكومات لتكون تلك السجون مكان لإعادة التأهيل وتعديل لمسار حياة هؤلاء الشخوص نحو الايجابيه بحيث يتم توفير برامج تأهيلية ونمط حياة مقيد لحركتهم يجعل الشخص يفكر الف مره قبل أن يقدم على فعل جرمي قد يودي به إلى أن يكون سجينا يوما ما خلف القضبان لأن السعي للعيش بحرية يعتبر سلوك فطري عند كل البشر .
ومن المنطق المتبع في بناء تلك السجون أن يتم اختيار مواقع بنائها في مناطق معزولة عن التجمعات السكانية وبعيده عن العوائق البصرية والجغرافيه وأن تكون بعيده عن الأحياء والمدن والأماكن الجميله فلا يمكن أن نجمع بين كون تلك السجون عقوبه إصلاحية وتهذيبيه للنفس وبين اختيار مواقع بنائها في اماكن خلابه وجميله يؤمها الناس من كل حدب وصوب للترفيه والبعد عن صخب حياة المدن ولاستنشاق الهواء النقي .
وعلى سبيل المثال لايمكن أن تكون قرية الرميمين صالحة اصلا ليكون فيها سجن لأن تلك السجون هي بمثابة مكان للعقاب ولفصل شخوص خالفوا القانون عن سواهم من الناس الطبيعيين كما سبق واسلفت .
قرية الرميمين هي من القرى الأردنية التي تتسم أنها غاية في الجمال والروعه بسبب التنوع الطبيعي والحيوي الذي يتشكل فيها من خلال اكتمال الصورة واجتماع وتلخيص عناصرها بالمثل الشعبي الذي يقول الماء والخضراء والوجه الحسن .
فعنصر الماء يتمثل فيها من خلال عدة ينابيع مائية عذبه تنتشر فيها حيث تتشكل فيها الشلالات الطبيعية التي يعرفها الجميع أما عن الخضراء فحدث ولا حرج حيث تحيط بها غابات السنديان ومختلف أنواع الأشجار من مختلف الجهات ناهيك عن مزارعها وبساتينها ووديانها التي توفر لأهلها كل مستلزمات العيش بكرامة وثبات في الأرض أما عن الوجه الحسن فيراه كل من يمر منها حيث طيبة انسانها وبساطته وشدة ترحابه بالضيوف العابرين منها وانغراسه فيها وتشبثه بهويتها ودفاعه عن جمالها فتكتمل الصوره في بانوراما فريده توصف بانها جنة الله على الارض ولكن وكما يقول المثل الاردني الاصيل : الجميل لايكمل فلقد أخذ مسؤول ما قرار خاطيء بأن يتم وضع سجن لهؤلاء الخارجين عن القانون في هذه الجنه لتصبح العقوبه مكافاه وليصبح أهل الرميمين مجبرين على واقع حال كانوا يتوقعوا ويتأملون بأن يأتيهم بغير هذا السجن حيث توقعوا أن تأتي إليهم مشاريع التنميه والمرافق الحيوية والبنى التحتية والمتنزهات والمطاعم والفنادق العلاجية وان يتم تسليط الضوء على جمال الرميمين وترويجها ليأتي إليها الاستثمار بكافة أشكاله مما قد يدمجها سياحيا مع البرامج الوطنية السياحية من خلال السياحة المحليه والإقليمية والدولية وهذا يساعد في أن تكون تلك البلدة الوادعه الجميلة التي تتجاور فيها المساجد والكنائس بأبهى صور للتعايش والتسامح الديني رافدا اقتصاديا للدولة ولأهل المنطقه حيث من الممكن أن توفر تلك المشاريع فرص عمل تخفف من عبء البطاله وتدعم عجلة الاقتصاد الوطني بكافة قطاعاته وتثبت أهل الرميمين في قريتهم . أنا أعتقد أنه مازالت لدينا فرصه للتراجع بكل فروسية عن هذا السجن وان يتم تحويل مبانيه إلى مشروع تراثي كبير وسوق شعبي يروج لقرية الرميمين ويقدم تراثها للعالم بكل قوة مما يساعد في بناء انسانها بدل أن يبقى هذا السجن مكان لمكافاة الخارجين على القانون .