0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

سوريا ما بعد الثورة ( سيناريوهات مستقبلية )

كتب . الباحث لافي العمارين

 

تشهد الجمهورية العربية السورية منعطفاً تاريخياً ومفصليا في سوريا الدولة وسوريا الشعب بعد صباح يوم 8 / كانون الاول / لعام 2024م والذي شهد انتهاء حقبة زمنية لنظام سياسي استمر ما يزيد على نصف قرن لتبدأ مرحلة جديدة تحدد ماهية سوريا القادمة، تترقب دول اقليم الشرق الأوسط ودول العالم لما ستؤول الية الامور في قادم الايام ، ستشهد المنطقة غياب تهديد وظهور أخر، يضعف نفوذ دول في سوريا ويزداد نفوذ أخرى، أن الازمة السورية تفتح ابواب صراع النفوذ الدولي داخل سوريا وفي محيطها على مصراعيه، وبين ذا وذاك يمكن استشراف مستقبل سوريا في ثلاث سيناريوهات محددة لا يمكن القفز عنهما وكما يلي :-

السيناريو الاول ( التفاؤلي )
يتمثل في توافق تام لجميع قوى المعارضة السورية على رؤيه مستقبلية تضمن مشاركة جميع الاطياف الدينية والحزبية والقومية قي ادارة الدولة وتعديل الدستور وفقاً لذلك واجراء انتخابات وتشكيل حكومة واحكام سيادة القانون في ظل مؤسسات جامعة تسمو فوق الاعتبارات التي تعني فريق دون اخر، ومن اهم فرص تحقيق هذا السيناريو ، الحوار البناء بين جميع الاطياف والابتعاد عن الخلافات العقائدية والقومية ، وعدم تدخل الاطراف الخارجية في فرض نفوذها لطرف على حساب الاخر ولنا في ليبيا مثال لا زال قائماً، ان الدفع من الدول الاقليمية والدولية في هذا الاتجاه يحفز هذا السيناريو لأن فيه مصلحة لسوريا وجوارها الاقليمي وخاصة عودتها الى الحضن العربي .

السيناريو الثاني (استمرار الازمة الراهنة)
ويعني استمرار حالة اللا توافق خلال المرحلة الانتقالية ، من خلال تعدد الاراء والطروحات وعدم توحيد كيان يمثل الجسم الجامع لأطياف الثورة المتنوعة، وصراع السلطة الناتج عن الاستئثار بها من أطراف دون أخرى ، ولا غرابة من ان فرص تحقق هذا السيناريو هي الاكثر فاعلية على الساحة السورية حاليا، من خلال تعدد الاطراف المرتبطة بالجهات الخارجية ، وتقاطع المصالح لعدة دول على الارض منها تركيا في الشمال السوري وامريكا في شرق سوريا واسرائيل في غرب وجنوب سوريا وما تبقى لايران من نفوذ في منطقة الساحل والغرب الشمالي وكذلك روسيا ذات المصالح المرتبطة بوجودها العسكري على حوض البحر المتوسط ، في وقت يغيب فيه النفوذ العربي داخل سوريا ، اضف الى ذلك تعدد المرجعيات الدينية والخلفيات المذهبية لبعض الفصائل المسلحة المشاركة بالثورة على النظام السابق ،وارتباط بعض الطوائف بولاءات خارجية كما هو حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق .

السيناريو الثالث ( التشاؤمي )
يعتمد هذا السيناريو على مدة وفاعلية استمرار السيناريو الثاني ، ففي وقت استمرار الفوضى وعدم الاستقرار واستمرار حالة صراع النفوذ فأنه قد يتجه البعض الى طرح مشروع تقسيم سوريا الى دويلات حسب معيار القومية والعقائدية سواء على شكل اتحاد كونفدرالي او فيدرالي ، وهذا لن يحدث الا في سياق صراع النفوذ الدولي على سوريا في وقت تتأزم الحالة على صعيد الاطراف الداخلية وفقدان زمام الحلول السلمية وقيام سلطة موحدة، ومن أهم فرص تحقق هذا السيناريو توافقه مع ما يطلق علية مشروع الشرق الاوسط الجديد والذي يعنى بتقزيم الدول للأبقاء على مصالح الدول الكبرى ، يضاف الى ذلك بأن هذا السناريو يمثل حلا لصراع نفوذ مرتبط بمناطق اخرى من العالم فقد تكون سوريا ورقة مساومة للغرب مع روسيا حول اوكرانيا، وقد تجد اسرائيل لزيادة الضغط على ايران حول برنامجها النووي ، فيما تعارضه الدول العربية وتركيا خوفا من قيام دولة كردية تكون امتداد لاقليم شمال العراق .

يرجح المحلل السيناريو الثاني نظراً لمؤشرات الاحداث في سوريا اعتمادا على معطيات سابقة ، أهمها الخلافات بين اطياف المعارضة السورية سابقا مما سبب عدم الاستمرار في مفاوضات أستانا، وتعدد القوميات المرتبطة خارجيا قوميا وايدولوجياً، استمرار تأخير تشكيل كيان سياسي جامع يستطيع تسيير البلاد بعد المرحلة الانتقالية ، عدم القدرة على ضبط السلاح بأيدي بعض الفصائل ويزداد الوضع تعقيداً في حالة تشكيل ميليشيات عسكرية خارج سيطرة الدولة ، وعدم ضبط الحدود وبالتالي تتوالى تهديدات الدول المجاورة ذات المصالح ، وحرص بعض دول الجوار على ابقاء حالة الفوضى لضمان أمنها كما هي اسرائيل وحرص تركيا شمالا على عدم قيام كيان كردي مستخدمة فصائل محلية تعمل بالوكالة عنها وقد يتخلل هذا السيناريو قيام حكومة محاصصة وبالتالي عدم ترسيخ مفهوم الدولة وغياب الدور العربي الفاعل في التأثير على مكونات الشعب السوري وعدم قدرة الدول العربية على بلورة حل تعيد سوريا كدولة الى الحضن العربي وتبقى سوريا متنازع فيها ومتنازع عليها .