رسالة للإخوان المسلمين.. هل سيبقى الشارع منبرا؟
وكالة الناس – الدكتور نضال المجالي
عجبني ولا ما عجبني- لن يغير ذلك من حقيقة ان واحدا وثلاثين صوتا معلنا تحت القبة في مجلس النواب، اجتازت الجمهور وصولا للهدف المبتغى، ليس لهم شخوص، بل لمن يسيرون بأمره، ويتحدثون بصوته، ينطقون لغة مبرمجة او مكتوبة واحدة كُتبت مسبقا عليهم، متفق عليها لا تخضع او تقع تحت نزاع او تفسيخ او انسحاب او حتى نقاش حسب قانونهم -عجبهم هم ذلك ام لم يعجبهم- فهم خلف قيادة حزبهم وليس غيرها، واكدها امين الحزب العام في لقاء متلفز اخير حين تم سؤاله هل تشاركون في الحكومة؟ فأجاب: «انه قرار له مرجعية»!.
واحد وثلاثون صوتا لكم كلنا كما انتم نعلم ان فيهم شخوصا تملك من التنوع بين قوة ورخاوة، ومن الحضور بين صلابة وضعف، وبعضهم فيه من الحضور هشاشة، ومن الوصول والانتشار شبكة اتصال وتواصل، ومن الحيز أوسعه في مساحة حصدت ثلث أصوات الناخبين الأردنيين، ليحملوا اليوم كأقرانهم ارقام مركبات بلون احمر، ويسبق اسماءهم لقب سعادة النائب، تحميهم وتسهل مرورهم، وتتيح لهم منصة مشروعة لحديث ونقاش تشريعي رقابي واسع دون حواجز او تباطؤ، تحت سقف اهم سلطة تشريعية رقابية أردنية، يمثلها مجلس النواب الأردني، وهذا يمثل ابهى صور المشاركة والديمقراطية الاردنية التي نقبلها جميعا.
اليوم في مكان واحد، يدخلون مجلس الامة دون البحث عن تكتلات جديدة قادمة او قديمة خاسرة او غير ذلك كحال غيرهم، وبعيدا عن مفاوضات طويلة مرهقة، او تنازع على امتيازات ومصالح إلا بما يخدمهم فقط، اليوم يجتمع مسبقا قبل اول لقاء تشريعي ورقابي تحت القبة اكبر او ثاني تجمع في العدد لأعضاء حزب من اتجاه واحد، واكبر من اجتاز القائمة العامة بعدد مقاعد مكشوفة لا اسماء مستورة، يضبط ميزان قولهم وفعلهم وصوتهم جهة تنظيمة واحدة مرخصة قانونيا، تمارس حقوقها احيانا اكثر من أقرانهم من الاحزاب وان ادعوا غير ذلك، والشاهد على ذلك نتجة الاختيار والشارع المستباح هدية لكل قضية اجتمعوا وهتفوا فيها، ومنهم للأسف من رفع فيها اعلاما ترفرف بشعارات اكثر من علم الدولة والذي غاب بينهم أصلا في بعض التجمعات وتلك الشوارع.
وهنا اقول كمواطن يحترم نتيجة الانتخابات -وان لم تعجبه-: ان من يملك منصة سياسية تشريعية شرعية الحضور والتمثيل، فيها الصوت للمتحدث وزن، وفيها للتوافق بالأغلبية قرار، وفيها للتوجه والرؤية مساحة للتعبير عن الفكرة بحقوق كاملة مصانة، وفيها الكلمة تحت مظلته مسؤولة ومساءلة، وكل ذلك يحميه ويضمنه الدستور والقانون، فهل يبقى هناك بعد كل هذا اي سبب وتبرير للنزول الى الشارع؟ واستباحة الأرصفة وتعطيل الطرق والأرزاق وإشغال العسكر درك واجهزة امنية؟ ونحن في امس الحاجة لوحدة وتماسك وطني، والعمل لمستقبل أردن قوي، وان كان غير ذلك فهو دليل واشارة القرب للتجييش، وعلامة الاهتمام بالتشويش، واجزم ان وعيكم وغايتكم تستوجب غير ذلك، فوجودكم وشراكتكم كانت غالبا ما تنتهي ضمن ضوابط وقوانين الوطن وان كانت بين مد وجزر، ولهذا اقول وحال لسان الكثيرين، كونوا لحقيقة الدور لخدمة الوطن وصون الشعب والوقوف خلف القائد اقرب واستفيدوا للقادم من فرصة اختياركم بعدد لقائمة عامة لم يصل اليها قبلكم تحت قبة البرلمان احد، واضمنوا شراكة وطنية همها واتجاه بوصلتها الأردن فقط.