حرب غزة ٢٠٢٤ ثمنها دم الشعب الفلسطيني
على مدار الشهر التاسع ، يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني برآ وبحرآ وجوآ منذ السابع من أكتوبر – مما أدى لإستشهاد ٣٩١٤٥ شهيدآ و ٩٠٤٥٧ جريح النسبة العظمى من الأطفال والنساء وكبار السن ، فضلآ عن وجود الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض التي خلفتها أطنان من المتفجرات ، ودمرت قوات الاحتلال كافة مقومات الحياة في – غزة- من احياء كاملة وعائلات تم شطبها من السجل المدني ، وفجرت خطوط المياه والكهرباء وجرفت الأراضي الزراعية، وحرقت مخازن الغذاء والدواء ومحطات الصرف الصحي وإغلاق محطات تحلية المياه ، وانخفاض توفر الكهرباء مانسبته ٩٠% ، وخلفت الحرب اطنان من المخلفات الحربية والمتفجرات التي لم تنفجر والمتروكة في شوارع قطاع غزة ، وساتطرق للأزمة الإنسانية الخطيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني من جراء هذه الحرب العدوانية الصهيونية والذي قال بمناسبتها الأمين العام للأمم – أنطونيو غوتيريش بأن هذه الحرب لم يشهد العالم في فظاعتها منذ الحرب العالمية الثانية ، وأكثر قتلآ للأطفال خلال الأربع سنوات السابقة . وساتطرق للآثار السلبية التي انعكست على الأطفال والبيئة والصحة والإقتصاد نتيجة الحرب.
– أولآ : الأثار السلبية على أطفال غزة.
—ناقش المجلس الدولي في الأمم المتحدة- 27-06-2024 , أوضاع الأطفال أثناء الصراعات في ضوء التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة ، والمطالبة بتوفير الحماية لاطفال فلسطين من الإنتهاكات الجسيمة لكيان الاحتلال ووقف نقل الأسلحة والذخيرة لجيش الاحتلال التي تقتل وتشوه الأطفال، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ، حيث تم قتل 16 ألف طفل وأكثر من 26 طفل في عداد المفقودين ، إما محتجزون أو تم دفنهم تحت الانقاض أو في المقابر الجماعية ، وحضرتك العديد من الوكالات الدولية معاناة عشرات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية و 50 الف طفل يحتاجون للعلاج في ظل معاناة قطاع غزة من تلوث وشح المياه .
– ثانيآ : الأزمة الإنسانية للبيئة
— في آخر تقرير للأمم المتحدة رصدت أكثر من 40 مليون طن من الركام، كمخلفات الحرب بحيث ستحتاج غزة – لإزالة الركام إلى 600 مليون دولار على حساب 100 شاحنة يوميآ، وستستغرق 14 عام لإزالته وفقآ لتقرير – بير لودهامار – المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للألغام ومعظم الأنقاض لن تكون قابلة للتدوير، نتيجة ان اكثر من 173 الف مبنى قد تضرروا اي أكثر من نصف مباني قطاع غزة ، والأمم المتحدة قالت بأنه تم القضاء على 44 سنة من التنمية واصاب مؤسسات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية ، وأن خانيونس قد تغيرت تضاريسها بالكامل .
— حسب تقرير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية رصدوا أكثر من 100 الف طن من أكوام القمامة المتعفنة بالقرب من مراكز النازحين ، بحيث الوضع يسوء مع ارتفاع في درجة الحرارة وهذا يخلق انتشار الأمراض المعدية في ظل نقص المياه النظيفة للشرب ، حيث يوجد أكثر من 740 الف حالة إسهال منذ بداية الحرب .
— وفي ظل العدوان نتيجة القصف / الفسفور الأبيض والقنابل الاخرى التي تحتوى على المعادن السامة تترك اثرآ على البيئة من حيث تسمم الجو – الهواء والماء والتربة ، وأن الذخائر غير المنفجرة اختلطت بالانقاض بحيث ان 10% من الذخائر التي يتم اطلاقها لاتنفجر ممايسبب تهديدآ للسكان – 65% من المناطق المدمرة سكنية .
ثالثآ: الأزمة الإنسانية الصحية
— حذرت وكالة الأنروا ، اكتظاظ مخيمات النازحين ونقص النظافة يزيد من إنتشار الأمراض المعدية والأوبئة في ظل عدم توفر اللقاحات نتيجة تقييد الاحتلال للمساعدات الطبية ، وعدم الوصول الآمن لفرق الإغاثة والرعاية الصحية ولتقديمها على وجه الخصوص للأطفال وكبار السن والنساء
— يتعمد جيش الاحتلال على تدمير البنى التحتية للقطاع بحيث يتحول لمنطقة غير قابلة للحياة .
— في تقرير لمنظمة الصحة العالمية ترصد تفشي الأمراض دون علاج بحيث يشمل الأغلب في قطاع غزة ؛ وحالات الإسهال وضيق التنفس وعدم توفير العلاج لحالات مرض السرطان ، وأن مايقارب 2 مليون شخص يعيشون مانسبته 60% في 156 منشأة تابعة للأمم المتحدة ( الانروا ) .
— المتحدثة بإسم منظمة الصحة العالمية ( مارغريت هاريس) قالت في مؤتمر صحفي في جنيف – تفشي الأمراض بين الأطفال الذي يتراوح أعمارهم خمس سنوات مؤشر خطير نتيجة إنعدام الأمن الغذائي في القطاع .
— في بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية واطباء بلاحدود والصليب الاحمر الدولي والأنروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الغذاء العالمي ، بما يفيد بأن غزة تفتقر للصرف الصحي والمياه النظيفة الأمر الذي سيؤدى لأمراض منها الكوليرا والأمراض القاتلة والمعدية ، وقالت منظمة اوكسفام بأن مرافق الصرف الصحي ومعالجتها توقفت عن العمل ، وقال مدير الطوارئ الإقليمي في منظمة الصحة العالمية بأن الظروف مهياة لانتشار أمراض الإسهال والجلدية والتهابات الرئة والطفح الجلدي والقمل نتيجة نقص الإمدادات الطبية في ظل انهيار المنظومة الصحية في القطاع وخروج أكثر من 75 % من المستشفيات عن العمل في القطاع
— قالت الأنروا بأن الأمراض المعدية تضاعفت 4 مرات والاخطر الالتهاب السحائي بين الأطفال والكبد الوبائي نتيجة المياه غير النظيفة ، وهناك حاجة ماسة لأكثر من 9000 مريض للسفر خارج القطاع لمتابعة العلاج .
– رابعآ : الأزمة الإقتصادية
— تراجع النشاط الإقتصادي منذ بداية العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني 2024 – 86% تراجعآ حادآ
— في صناعات التعدين والصناعات التحويلية والمياه والكهرباء تراجعت مانسبته 63% في فلسطين و 80% حجم البطالة ( 79% في غزة ، 32% في الضفة الغربية ) .
— إخفاض الدخل في اليوم 80% ، مايقدر 4 مليون دولار في اليوم .
— خسارة قطاع البناء 96% والزراعة 93% والصناعة 92% والخدمات 77% .
— %25 من الرجال الذين تم استشهادهم هم من سوق العمل
— الخطورة تكمن في تحول مستقبل الأطفال من التعليم للدخول في سوق العمل نتيجة تداعيات الحرب .
– مما تجدر الإشارة إليه ” إن آلة الحرب هي المستفيد من هذه الحرب العدوانية الصهيونية بينما سكان غزة يتضرون جوعآ جراء القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية والحاجات الضرورية لبقاء الشعب الفلسطيني على قيد الحياة” ، ولأتطرق بسؤال هل هذه الحرب ضرورية في ظل ان العديد من الأبرياء يدفعون الثمن والأطفال والنساء يموتون ، لتتحول المعادلة من تنفيذ أهداف سياسية تتعلق بالتحرير المنجز بما ينسجم مع التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الفلسطيني إلى أزمة إنسانية انتجتها الحرب ضد قطاع غزة ، ستعمل على تدوير الماكنة المالية واللوجستية لإعادة إعمار غزة ، والتي قال بصددها الأمين العام للأمم المتحدة بكلفة من من 40 إلى 50 مليار دولار بواقع 15 عام حسب وكالات دولية . مع بقاء نظرية الإحتلال الأمنية لحكم قطاع غزة مابعد الحرب ، وخنق إقتصادي شامل للضفة الغربية وتقطيع اوصالها بالجدار والمستوطنات والحواجز العسكرية ، واستباحة قراها ومدنها ومخيماتها في تطبيق لسياسات بنيامين نتنياهو لحكوماته الستة المتعاقبة في تنفيذ مخططات التهجير القسري وتصفية أركان القضية الفلسطينية .
– إن التضحيات بالدم تتطلب تحقيق منجزات ترتقي إليها لا ان تقدم دون ترشيد ، فالأمر يتطلب وحدة الموقف الوطني الفلسطيني .
جهاد علي البرق – باحث دكتوراة في القانون الدولي وناشط سياسي فلسطيني