الديمقراطية في نهج الأحزاب الأردنية
كتب. ماجد القرعان
استوقفتني مقالة كتبها مالك ورئيس مجلس امناء جامعة الشرق الأوسط والعين حاليا الدكتور يعقوب ناصر الدين التي كتبها في اعقاب اختياره بـ ” التوافق ” خلال اجتماع المجلس المركزي لحزب الميثاق رئيسا للحزب وكذلك كافة قيادات الحزب والتي كانت بعنوان ” حزبيون وأحزاب! ”
في مقالته شدد ناصر الدين مع حفظ الألقاب على أهمية ودور الأحزاب في بناء ونهضة الدول باعتبارها كيانات سياسية ذات برامج تُعنى بالشأن الوطني من جميع جوانبه وأكد على أهمية مشاركة الجميع لتأسيس حالة اردنية جديدة عمادها الأحزاب والذي من شأنه احداث التغيير المنشود في مسيرة الدولة ونهوضها وهو أمر لا يختلف عليه اثنان ممن يعون أهمية المشاركة الشعبية في صناعة القرارات الوطنية .
وكذلك سعى أخرون من اعضاء الحزب ومن أحزاب اخرى بمنشورات ومقالات لهم الى اقناع العامة بسلامة الخطوات التي اتبعها مؤسسي حزبهم ونهجه الذي من وجهة نظري لا تختلف بطعمها ولونها عن بعضها البعض وقد تجاوز عددها الخمسين حزبا .
جوهر اختلافي حيال الغالبية العظمى من الأحزاب الأردنية القديمة والجديدة ليس بشخوصها ونهجها فلكل رأيه وعلمه بل بعدم التزامها بأبسط ابجديات العمل الحزبي الذي اساسه النهج الديمقراطي لآليات عملها من انتخابات داخلية ووضع الخطط والبرامج واتخاذ القرارات والتفاعل مع القضايا الوطنية ومن هنا استوقفني بالنسبة لحزب الميثاق الوطني اختياره قياداته بـ ” التوافق ” والذي عبرت عنه بصورة غير مباشرة بمقالة سابقة عنوانها ” الأحزاب… ومسلسل صح النوم ” حيث لم اجد مبررا لذلك خاصة وان ضمن الحضور العشرات من غير الأعضاء الذين رفعوا أياديهم خلال عملية اختيار القيادات بالتوافق وانه سبق عقد الإجتماع تسجيل حضور الأعضاء والذي يعني تمهيدا لأجراء انتخابات تفرز بصورة ديمقراطية قياداته .
منح عامة الناس فرصة المشاركة الفاعلة في تحمل مسؤوليات مسيرة الدولة لا يتم بتحشيد الأقرباء والمعارف وكذلك التابعين لبعض من تم اختيارهم بحكم المصالح والأعمال فيما التوافق الذي يتم بالتخجيل يحول دون تقدم من يجدون في انفسهم اهلية القيادة للترشح وبخاصة فئتي الشباب والمرأة باستثناء الذين لهم دعم من متنفذين داخل الحزب .
الوطن ليس حكرا على فئة أو احد وليس بضاعة للبيع والمتاجرة والمزاودة فلا يحق لأحد ان يحتكر الحقيقة أو يدعي انه الأخلص ويبقى حسن الأداء والتقدير فقط لمن جعلوا من انفسهم ” قدوة ” بسيرتهم ومسيرتهم … والله من وراء القصد .