عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

ريان .. الدرس البليغ للبشرية في المحبّة والتضامن الإنساني

تهاني روحي

خمسة أيام حبس العالم انفاسه، وتعلق العالم مع الطفل ريان وكأنه أبنه وحظى بتعاطف كل الشعوب العربية والدولية والعالمية، وهو ملقى في قاع الأرض بجسده الصغير. خمسة أيام ذابت فيها الحدود والحواجز والعنصرية والتعصبات، ووقف العالم وقفة واحدة في التعاطف وهذا ما يؤكد ان المشاعر الانسانية فوق الجميع.

جهود جبارة وحثيثة ترفع لها القبعات من فرق الانقاذ. جهود خارقة للصحفيين وهم ينقلوا كل المجريات بكل شفافية وباخلاقيات المهنة.
وبالمقابل إنتشرت مئات المنشورات عبر وسائل الواصل الاجتماعي، تطالب بانقاذ أطفال العالم، في خطوة مهمة للفت الانظار الى قضايا الاطفال المختلفة في انحاء العالم ، خاصة وان قضية الطفل رايان اصبحت قضية رأي عام يتابعها عشرات الملايين، وهي كانت بمثابة فرصة لاعادة تسليط الضوء على قضايا عالقة في بعض البلاد كالتشرد، الجوع، الهجرة الغير شرعية، التعنيف الجسدي للاطفال والخطف .

وبالمقابل أيضا، هناك من قام باستغلال موضوع ريان وقام بخلط الأوراق والقضايا وبدأ بالمقارنة واستغلال الموقف واشعال الفتن وكأن العالم في عداء مع اطفال من دول معينة.

أما ريان، فقد أخذت قضيته منحى وبُعدا انسانيا تضامنيا حيث الدعم الكبير ورفعت الصلوات وارتفعت الايادي تلهج بالدعاء، ممزوجة بحالات الخوف والانتظار والترقب. البعض ساخط على الابار المتروكه بدون أغطية في القرى وهي مشاهد متكررة في المغرب العربي بحسب ما قاله الكثيرون على التلفاز، والبعض المح الى اهمية تنبه االوالدين لاطفالهما وعدم تركهم بدون رقابة. الا ان التعاطف الممزوج بالخوف كان سيد الموقف.

ريان، أعطى درسا بليغا للبشرية في المحبّة والتضامن الإنساني، وسلط الضوء من جديد لاعادة التضامن للاطفال الذين عانوا من الحروب، والتشرد والاتجار بالبشر، والذين يعانون من وطأة الفقر ، والبؤس، في مناطق النزاعات والمجاعات، فهم أيضا عالقون في آبار وحفر لعدة سنوات .

وكأن ريان ارسل رسالة صادمة ، ودق ناقوس الخطر لينبه الضمير الانساني، ويطالبهم بمعاملة سوية وبحقهم بالعيش بطفولة سعيدة بعيدة عن جميع الملوثات المجتمعية.

إنّ الوعي المتنامي بإنسانية مشتركة والذي يكمن تحت سطح هوياتنا المختلفة إنّما يعيد إلينا النّظر إلى حقيقة علاقاتنا مع بعضنا البعض كشعوب وأمم. فإن الوعي بأننا جميعًا جزء من عائلة إنسانية لا تتجزأ هو في طريقه ليصبح المعيار الذي نحكم به على جهودنا الجماعية.

هذه الحقيقة أصبحت أكثر وضوحاً خلال الخمس أيام الماضية. الا انها مشيئة الله ان يختار ريان الى جانبه، رحمه الله وتعازينا للشعب المغربي وللبشرية جمعاء.