سكجها يكتب: عن هيبة الدينار وبنك البنوك وفريز!
علينا أن نعترف، بأن عنوان عمل إعلامنا بات الشخصنة، وبين يوم وآخر صار علينا ضرورة أن نتابع ما يجري مع شخصيات، دون أدنى انتباه إلى المضمون، والآن دخلت علينا قصّة جديدة هي الشخصية التي ستحتل موقع محافظ البنك المركزي الأردني؟
هذا موقع، في تقديري، وقناعتي، ليس مهماً فحسب، بل لعلّه الأهم في الوظائف الرسمية الأردنية، ومن إسمه نعرف أنه المحافظ على هيبة وهيئة واحد من أهم رموز الدولة، بعد العَلم، وهو الدينار الذي تغيّر وتبدّل كل شيء في حياتنا، إلا هو، محافظاً على جودته، وكونه لم يحتمل التغيير منذ ثلاثين عاماً، وأكثر قليلاً بقليل.
الدينار الأردني ليس لعبة، والحفاظ على قيمته ليست مسألة حظّ، ولا مقامرة، وهذا ما ينبغي أن نشكر البنك المركزي عليه، فالمؤسسة التي ارتبكت في العام 1989، سرعان ما استعادت اعتبارها، وعلينا جميعاً أن نضع ذلك المبنى الذي يحتلّ منتصف شارع السلط، في قاع عمّان، في قلوبنا، فهو رمز استقرار واستمرار وازدهار.
في تاريخ دولتنا الأردنية، المديد بإذنه تعالى، كان ذلك الموقع عابراً للحكومات، ولم نعرف سوى قليلين جلسوا على كرسيّه، ولم يكن موضع تجاذبات سياسية، ولعل هذا ما كرّس للمؤسسة أن تكون ما هي عليه: الشُرطي الذي يتدخّل حين يستدعي الأمر، فالنقد الديناري الأردني هو عنوانه الأول والأخير والذي لا يمكن أن يرى سواه.
لا نعرف ما إذا كان الدكتور زياد فريز يُريد أن يُغادر موقعه، ولا نعرف ما إذا كان هناك قرار بذلك، ولكننا نعرف أن الرجل مرّ بنا، كما غيره قبله من صعاب الأمور، فالمركزي بات أشبه بالاكاديمية التي تُخرّج بشهادة عالية القيمة، ومجرد وضع إسمه في السيرة العملية لأي شخص كفيل بتوظيفه في أهم المواقع محلياً وعربياً.
فريز يستأهل كل الشكر، سواء بقي أو رحل، ولسنا ننسى أن دوره كشخص وكمؤسسة تُسمّى (بنك البنوك) خلال فترة كورونا المستمرة حظي باعجاب الجميع، ويبقى أن هيبة الدينار الأردني رمز لهيبة البلاد واستقرارها وازدهارها بإذن الله، وللحديث بقية!