توثيق مخافر الشرطة الاردنية في الضفة الغربية (صور)
وكالة الناس – ترقوميا الخليل ويوم مميز مع اهلنا هناك وحقيقة الوحدة الوطنية.
كانت زيارة دراسة وتوثيق لمراكز الشرطة الاردنية في فلسطين قبل عام 1967م، والوفد هو من الامن العام برئاسة الزميل العقيد محمد الحوامدة ومعنا العقيد عديل الشرمان والعقيد الدكتور مخلد الزعبي والنقيب محمد النعيمات والنقيب صالح هلالات من الجيش العربي الاردني الذي تولى تنسيق كامل امور الزيارة وتشرفت ان اكون مع الوفد كباحث.
زيارة حملت معاني كبيرة ، ولمسنا مشاعر الصدق والاحترام والمحبة الخالصة، وكل من نواجهه لا يتحدث الا عن العلاقات الاخوية والدعوة لان تعود الامور الى ما كانت عليه مع التركيز على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ارضها المشروعة.
عشنا اجمل اللحظات بعيدا عن الاحتقانات التي تظهر بين الحين والاخر ، وعن التزييف والكذب في التعبير عن حقيقة العلاقات بين الشعبين الشقيقين ، وبعيدا عن المصالح المختلفة والاستقواء على الاخر واللعب على الحبلين.
وفعلا ان من يريد ان يدرك ما معنى الوحدة لوطنية الحقيقية ليذهب الى الضفة الغربية ويقرأ في الوجوه معنى الصدق في المشاعر والرغبة في ان يعود نهر الاردن ليكون واصلا لا فاصلا، وان نعيش العروبة بمعناها السامي وان ندرك ما معنى المصلحة المشتركة بعيدا عن علاقة الاسد بالثيران الثلاثة.
ولكن كانت زيارة مركز شرطة ترقوميا امرا اخر، الى الغرب من الخليل وعلى حدود خط هدنة عام 48، نحن نستعد لزيارة مركز شرطة مهجور او مستخدم لغايات مختلفة، ولكن لنجد المركز عامر بالحية، وما ان ترجلنا من السيارات حتى انتابتنا قشعريرة غريبة ونح نسمع صوت عمر العبداللات يصدح باغنية هاشمي هاشمي مع اغنيات وطنية اردنية.
ونجد مركز الشرطة يواصل رسالته الامنية الى رسالة بناء الجيل الذي سيحفظ امن فلسطين ويكون بنيان دولتها الحقيقية القادمة بحتمية، عشنا لحظات مع اهلنا بين جمع كبير من اهل ترقوميا ونحن في محيط من المشاعر الصادقة والترحيب من الجميع ،وبمرافقة الشرطة الفلسطينية الذي احسنوا بالترحاب والاستقبال.
في ساحة المدرسة الداخلية حيث كان طراد خيل الفرسان الاردنيين ووقع اقدام العسكر نرى ونشاهد زهرات فلسطينييات واصطفاف قاعات الدرس، والتقاء اهل البلدة بالمعلمات والطالبات، ولكن بقيت حجارة جدران المركز الخضوضرة بفعل الزمان والبيئة تتحدث عن تاريخ توقف سريانه لحين وسيعود في دولة مستقلة مع انسياب العلاقة الطبيعية بين شعبين بل شعب واحد.
نعم من يريد ان يدرك قيمة ومعنى الوحدة الوطنية ليذهب الى ارض فلسطين الى اهلنا هناك / محبة صادقة ورجال بمعنى الرجال وعنفوان ونفوس تمتلئ باتلامل والصمود، لا ملوثات مدرجات كرة القدم ولا نزاعات ممثلينا في مجلس النواب، ولا همناك ما يعكر صفو العلاقة الطبيعية بين شعبينا.
ترقوميا لها معنى اخر عندي شخصيا فقد كان والدي رحمه الله قائدا لهذا المركز عام 1964 وكنت في الصف الاول الابتدائي وقد درجت على ثرى البلدة ،والمصادفة ان مختار البلدة الموجود بيننا تعرف علي وكان من طلاب صفي، وعشنا لحظات صعبة ونحن نستذكر الماضي الجميل.
تحية لاهل ترقوميا ولاهلنا في كل فلسطين وتحية لرجال الشرطة الفلسطينية ولمرافقنا الاخ اياد ولقائد الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطالله الذي استقبلنا وكان مقررا ان يكون اللقاء 15 دقيقة ولكنه امتد لساعة ونصف، وتحية لتوجه مديرية الامن العام لتوثيق تاريخ الامن العام والله الموفق.
كتب. الدكتور / بكر خازر المجالي