إعلان هزيمة الربيع العربي
وكالة الناس – اخيراً ينتصر النظام الرسمي العربي، ويُعلن تشييع ما عُرف اصطلاحاً بالربيع العربي ، ولن يتم الإعتراف بعد الآن بأن ثمة شعوب خرجت للشوارع تدافع عن حريتها ولقمة خبزها وكرامتها، ستُعلن هذه التحركات منذ اللحظة عصياناً وتمرداً وخيانة وستنعت بأقذع الأوصاف ،وسيوصم المدافعون عن الحرية بالعمالة، صحيح أن بعضهم لوثته أيادي خارجية لكن حتى هذه كانت جزء من خطة جهنمية قادها النظام العربي الرسمي لتلويث تلك الحالة الحالمة.
أخيراً يجب الأعتراف بالحقيقة أن النظام العربي أعمق مما ظن أياً من أولئك الثوار ، فهناك دولاً عميقة على طبقات متعددة فيكِ كل دولة، ظن البعض أنها هزمت لكن كان خلفها دوامات متتالية تمكنت من استيعاب الحدث والقيام بهجوم مضاد محكم الإعداد، ولأجل الهدف النهائي لا ضير لو سالت أنهُر من الدماء وتشرد الملايين هذا لا يهم ابداً ، فالجوقة المساندة والمدفوعة الأجر قادرةً على تبيض الصفحة، طبعاً سيكون النظام الرسمي العربي كريماً وحنوناً وسيبادر من تلقاء نفسه بنثر الديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان ، طبعاً على مقاسه ومقاس زبانيته ، وسيجد طبعاً من سيمجد الإنجاز.
لكن رويداً فهذه الحالة لن تدوم وهذا الإنتصار وهمي فحالة الغضب والقهر الكامنة في النفوس لا تطفئها تلك الأكاذيب، فؤلئك استنفذوا كل ما لديهم ولم يتبق في جعبتهم سوى الكذب وهذا حباله قصيرة ، فالجولة الثانية قادمة وإن اعتقدوا أنها بعيدة هكذا هي سيرورة حياة الشعوب إخفاقاتها أكثر من انتصاراتها لكن الأخيرة حينما تأتي تكون كالطوفان لا تبقي ولا تذر.