تحية المجد والسؤدد والفخار في مئويتنا الأولى

 وكالة الناس – الدكتور. رجائي حرب

إخوتي وأخواتي الأردنيين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم على قدر أهل العزم في ذكرى المئوية الأولى نكتب

إن الأردنيين الذين ما زالوا يتنسمون عطر معركة الكرامة ما زالوا يربضون في شعاب غور الأردن، ويحلقون نسوراً فوق جبال جلعاد؛ وينتشرون في سهول إربد التي ما زالت ولَّادةً للرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ منتظرين الوعد الحق للسير نحو القدس.

وما زالت قلوب الفئة المؤمنة التي قاتلت في اليرموك مع خالد، وفي عمواس مع أبي عبيدة، وفي مؤتةَ العز مع جعفر وعبدالله وزيد، وفي كرامة الغور مع أسود الجيش العربي؛ تتحفز للنصر والظفر والثأر من قرود الأرض وخنازيرها ومن والاهم من صهاينة العرب.

إننا الوحيدون في الأردن الذين بقينا ننتظر على أطلال فلسطين بعدما تركتنا قوافل العرب العاربة وذهبت تبحث في رمال صحرائها عن مجدٍ زائفٍ؛ بقينا نحن … وبقي معنا الشرف والمجد والتاريخ والعلياء ننتظر حشد الله ورباطه في هذه الأكناف المقدسة.

لأن المجد لا يليق إلا بنا عندما يختلط الدم الطاهر لجعفر الطيار، وأبو عبيدة أمين الأمة ومعاذ بن جبل وكايد المفلح العبيدات، وحسين حرب ومعاذ الكساسبة، وراشد الزيود، وسائد المعايطة وآلاف الأبطال من أهل الصّبر والمروءة والشهامة لنا المجد على هذه الأرض لأننا القابضون على جمر الصّبر والنّصر.

لنا المجد في الأردن الذي حوى وما زال يحتوي الناس الموجعة قلوبهم من نائبات الدهر ومن غضب بلدانهم.

لنا المجد ونحن ندق أبواب العزة والشموخ ونحمل في قلوبنا عزة الجندي العربي الشريف، ونباهة الفارس النبيل وحكمة المواقف المشرفة.

وندخل عتبات الزمن يشد بعضنا أزر بعض لرفض كل الصفقات والصفعات التي تضمر الشر لنا.

فلكم جميعاً أيّها الأردنيون القابضون على جمر الصبر تحية المجد والسؤدد والفخار في مئويتنا الأولى.