بيوم الكرامة .. سلام على القابضين على الزناد
وكالة الناس – كتب/ د. فارس العمارات
في صباحات الكرامة سلام عليكم أينما كُنتم براً وبحراً وجواً اسوداً ونسوراً وصقوراً تُطارح الحمام هديلا، ترسمون الوطن بدماء زكية قانية، وغيركم يرسم الشر والفساد.
سلام عليكم كل يوم، وفي كل مكان في الكرك حيث الهية، وفي معان حيث مُنطلق الثورة، وفي سهل حوران حيث التضحيات الجسام من أجل الشام، وفي كل شُرفة مُشرفة على فلسطين وفي الكرامة وفي كل جزء من اأرض وطني الطيبة، حيث صهيل الخيول يُناغي الرصاص الذي أسال دما طاهراً ونبت منه دحنوننا قانيناً.
سلام القابضين على الزناد مع كل طالع شمس ورواحهم تُعانق السلاح الذي ما كان الا في صدور الأعداء، والإرهاب وخفافيش الظلام.
سلام على القابضين على الزناد مهما أتت العاديات علي أي فينا وفيكم فنحن نجوع ويحيى الوطن، نظمأ في سبيل ان يرتوى الوطن من دمائنا ليطيب ثراه.
في يوم الكرامة الخالد كخلود أسمائكم . سلام عليكم أيها القابضين على الزناد أينما كُنتم ومن أين اتيتم، وعلى كل فيكم لا نفرق بينكم وبيننا من أي أرض او منبت او بقعة، فما زلنا نشدو ونهزج ونحتفل بكم كل يوم ونشد على أيديكم ونلثم الجراح مهما كانت ومهما كان الوجع . سلام عليكم ايها القابضين على الزناد، أيها الزنود السمُر تمسحون وجوهكم بخيوط الشمس وترافقون القمر في رحلة صحراوية طويلة ظنناً منكم إنهما سمنحكم الدفئ.
سلام عليكم أيها القابضين على الزناد والصقيع يزحف إلى أصابعكم التي عاندتها البساطير وأصبحتم تتغنون شعراً وأهازيجاً بالوطن الذي ضمنا وضممناه عشقاً أبدياً خالصاً لا شريك معه في الحب.
سلام على القابضين على الزناد يُقدمون ارواحهم زاهية من اجل الوطن يرسمونه بدمائهم الزكية كلما حاول الاوغاد ان يتسللوا الينا لكي يقضوا مضاجعنا وتعزفون لحنناً ابدياً عنوانه نموت ويحيى الوطن ليتنفس الكرامة والكبرياء والشموخ كل يوم.
سلام عليكم تلثمون بالبرد والصقيع والزمهرير الذي تسلل إليكم ونال منكم لكي لا يمس أصابع الأطفال وعيون الأمهات كي تكون دافئة، وتمزقون الغيم برماح صبركم وثباتكم على الجرح، غير أهبهين بمساحات العجاج مهما علت وأرتفع صوتها، ومهما ارتفعت العقيرة وعلا الغبار.
سلام عليكم ايها القابضين على الزناد هنيئاً لكم تُزفون شُهداء بالرغم من الفقر والجوع والعوز، والبرد والحر، وضيق ذات اليد أيديكم شريفة نظيفة من كل مال أسود او أرض للوطن نُقبلها كيفما كانت ونشم رائحة المسك والعنبر فيها . في يوم الكرامة وقد سطرتكم ابهى الصفحات الخالدة أيها الشهداء الأحياء فينا.
سلام عليكم وقد نلتم أسمى المراتب، وسلام عليك يا وطني وقد إرتقيت بدم الشُهداء الذين أرتقوا إلى الفردوس الأعلى فرحين بما أتاهم الله من فضله ينتظرون النظر إلى ربهم راضين مرضيين ان شاء الله.