جودة الرعاية الصحية في الأردن
وكالة الناس – كتب/ د. يوسف العجلوني
أنّ الدولَ المتقدّمة تقوم بتخصيص جزء من ميزانيتها من أجل النهوض بالقطاع الصّحي، وتعتبر ذلك أساساً للنهوض بالمجتمع والدولة، لتحقيق التقدّم والازدهار في كافة المجالات والجوانب الحياتيّة لما في ذلك من راحة وأمان لمواطنيها، وكذلك لان العقل السليم في الجسم السليم.
ان قيمة الدول والمجتمعات ومكانتها لا تقاس بعدد السكان، كما أنّ الثروات والموارد المالية ليست هي العامل الأساسي في تقدم المجتمع، ولكن يتقدم وينمو المجتمع والدولة بالقوة النوعية المتمثلة في الكفاءات والقدرات العلمية والعملية والاشخاص الذين يمتلكون العقول والأفكار التي تقود إلى التقدم والتميز والرقي والحضارة.
من المؤسف أن تسود حالة من التحاسد والتنافس السلبي في المجتمع الطبي، فتُحارب الكفاءات بدل إبرازها، وتبقى لا تنال ما تستحق من الاحترام والتقدير.
ومن غير الوطنية ايضا الحالة التي يتصف بها البعض، حيث تزعجه الإشادة بكفاءة غيره، أو بمن يختلف معه في الراي والتوجه الفكري.
إنّ المسؤول الواعي الخالي من العقد هو من يقدّر الكفاءات ويفتخر بهم، فأيّ كفاءة تصب في صالح المجتمع والوطن وترفع من قدره ومكانته.
يجب ان تكون صناعة الكفاءات المؤمنة بواجبها في صدارة أولويات المؤسسات الرائدة، وكذلك تعليم وتدريب وتاهيل الكوادر على أعلى المستويات لكسب ثقة متلقي الخدمة ويكون الاردن منافسا واضحا على صعيد المنطقة.
اعتقد انه يجب أن تكون لدينا استراتيجية وطنية واضحة لتنمية وصناعة الكفاءات الطبية المتمكنة في مختلف المواقع والاختصاصات، ويكون الهدف منها في المرحلة الأولى الكشف عن الكفاءات الشابة، وبعدها تصميم برامج متخصصة ضمن جدول زمني وقانون مدروس وعادل، ليتم بعد ذلك تمكينهم في المناصب المناسبة بحيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، ويكون الوطن اولا.