“ولدنه”
وكالة الناس – بقلم “علياء داود”
ضجت الأردن بحادثة كانت اشبه بكابوس ايقظت السلط وما حولها، استفزت ضمائر غابت عن الوعي من سنوات.
منذ توليه للحكم وجلالته ينادي بحكومة شابة فتيه، إلا أننا لم نعهد سوى حكومات ولدنه لا تفقه من علم الشعوب شيئا، والذي زاد الأمر سوءاً أزمة كورونا التي كشفت عن ثغرات نجسة تسببت في إنهار النظام الصحي برمته، وتلاه إنهيار تام لنظام التعليم، وللإنسانية جمعاء.
كلنا نعلم أن الأردن مش بخير؛ الخوف الذي أضحى في عيون الناس لا يقل درجة عن الرعب المرسوم على وجوه المتسببون بحادثة الأكسجين، الكل مسؤول من رأس الهرم حتى أصغر موظف في وزارة الصحة، جهلة لا يفقهون، إن نقص الأمانة ونقص الضمير هو من أودى بحياة أهلنا في العناية قبل أن تبدأ.
هناك آلاف الرسائل كتبت ونشرت على صفحات التواصل الإجتماعي من أهالي الضحايا يخبرونننا بأن أرواح أهاليهم سبقتهم إلى الله قبل أجسادهم بساعة، وهي الفترة التي مات فيها ضمير العاملين هناك ورحلت أماناتهم إلى هاوية الإستهتار.
إستقالات وإقالات على الورق، فمن المسؤول؟! من المسؤول يا سيدي عن المليارات التي جاءت لإنقاذ النظام الصحي في الأردن إلا أن أصحاب القرار أردوها في غيابة جيوبهم.
صندوق همة وطن، والمستشفيات الميدانية، لقاح وهمي للجميع، وتخبط في القرارات الحكومية وهشاشتها تصفعنا كل يوم لنفيق على أمر دفاع يهاجم جيوب الناس وحياتهم، وفي نهاية المطاف يحاربونا بالهواء بعد أن حاربونا في الماء والكلأ.
حكومات مرت على الأردن تسير على نفس النهج، نفس السياسة، نفس الألم ونفس الفشل والترهل والفساد الإداري، حكومات ولدنه أسقطت الشعب في حاوية قذرة ثم ماذا ثم توجيهات ملكية لفضح المكشوف.
لن تمر هذه المرحلة بسلام، سقطت الثقة من عشرون عاماً وها هي تجدد سقوطها بلا رحمة.
لم يبقى لدينا سوى شقفة وطن مريض لا يستطيع أن يتنفس، مش هيك تدار الشعوب مش هيك تدار البلد، يا صاحب الولاية أنقذ ما تبقى منا نحن والله وجعنا وصل عنان السماء.
شبعنا سياسات مسمومه وجرائم تغلق ملفاتها قبل أن يبدأ التحقيق، والسكين ما زالت ملوثة بدماء الأبرياء.
هناك من يقتلنا في الصميم ويناظرنا بعيون وقحة انقذوا ما بقي من الوطن يا سيدي والله قد تكون هذه فرصتنا الأخيرة فلنستغلها قبل أن يستغلونا.